صدمت إسبانيا من انتشار مقطع فيديو يظهر شجارا عنيفا بين مجموعة من الآباء والحكام في مباراة كان أبناءهم يخوضونها في مدينة مايوركا بجزر البليار، حيث حظي المقطع بمشاهدة واسعة عالميا على موقع "يوتيوب". وانقلبت أجواء المباراة في دوري الناشئين تحت 12 عاما، إلى عنف وسباب وتبادل للكمات بين عائلات الفريقين في 19 مارس الماضي، وللمفارقة فهذا التاريخ يوافق يوم الأب العالمي!، فيما طالبت بعض الأسر بحضور الشرطة لتفريق المتعاركين في مشهد عنف غير مسبوق في الملاعب الكروية الإسبانية دون مراعاة لوجود أطفال، استدعى في نهايته نقل بعض المصابين إلى المستشفى. ونقلت سيدة إسبانية كانت تتابع المباراة من منصة في الملعب الخاص بالأطفال، أطوار العراك العنيف بين العائلات، حيث حقق الفيديو الذي نشرته على يوتيوب أكثر من مليون مشاهدة. الشرطة تحقق فتحت الشرطة تحقيقا في العراك العنيف، إذ يعد هذا المقطع الثاني هذا العام لعنف الآباء في ملاعب الأبناء بإسبانيا، بعد أن انتشر مقطع سابق في جزيرة غران كاناريا. وما أثار صدمة في إسبانيا هو العقوبة التافهة التي فرضت على الفريقين وقدرها 1500 يورو فقط. ووصف بارتولومي رييرا رئيس لجنة الحكام في جزر البليار العقوبة بأنها "مزحة"، أما أنخل أندريس خيمينيز الحكم السابق والذي يعمل حاليا في مجال مكافحة العنف بالملاعب فقال: "المثال الذي قدمه الآباء لأبنائهم في هذا المقطع يعد فظيعا". وتابع: "الأبناء سمعوا آباءهم وهم يشتمون الحكام ويهددونهم قبل أن يبدأ العراك"، موضحا أن عدد حالات العنف التي تشهدها الملاعب الإسبانية خصوصا في قطاعي الشباب والناشئين تثير القلق حقا. وطالب خوسيه رامون ليتي رئيس المجلس الحكومي للرياضة باجتماع عاجل لبحث الأمر ودراسة أسبابه من أجل وضع حلول عاجلة قبل تفاقم المشكلة.