هل فعلاً الحكومة فخورة بأن أصدرت الكويت سندات بقيمة 8 مليارات دولار بأسعار تنافسية وبإقبال 3 أضعاف الطلب، مما يعكس قناعة المستثمرين باحتياطياتها المالية والنفطية وبخطط الحكومة الإصلاحية والسيطرة على العجز المالي بالموازنة؟ هل فعلا نحن متأكدون بتنفيذ الحكومة خطط الإصلاح أو حتى تنفيذ أي جزء من خططها الاستراتيجية، هذا إن وجدت، أم أنها فعلا أقنعت المستثمرين برؤية 2035؟ أم أن السبب الرئيسي هو أن نسبة المخاطرة في إصدار السندات لمصلحة الكويت؟.. علما أن نسبة المخاطرة ما دون الصفر، ونحن نمتلك استثمارات سيادية في أكبر المراكز التجارية والمالية في العالم في حدود 600 مليار دولار، بالإضافة إلى وجود حوالي 90 مليار برميل من الاحتياطي المؤكد وبنسبة تفوق %85 من إمكانية الاستخراج وبأسهل الطرق والوسائل، خصوصا أن حقولنا النفطية تصنف بأنها من الحقول السهلة. الخوف من إصدار السندات أنها تعودنا على الاقتراض الخارجي في كل حين، وفي استعمال السندات في سد العجز التراكمي، والمتوقع أن يصل إلى أكثر من 8 مليارات دينار كويتي. وهذا سيكون واقعا سنويا مثل بقية الـ5 سنوات الماضية بسحب من الاحتياطي العام أو بالاقتراض من الخارج. وأين هم المستثمرون العالميون؟ ولماذا لا يستثمرون مباشرة داخل الكويت على واقع الأرض والحال، أم من بعيد لبعيد في البنية التحتية؟ ولماذا لا يستثمرون في البنوك المحلية أو في سوق الأسهم إذا كانت فعلا ثقتهم فاقت التصور؟ أم أن السبب الحقيقي والوحيد ضمانات استثماراتنا الخارجية وبرميل النفط؟ العجز المالي سيستمر إلى الأبد وسنقترض أكثر والبطالة ستزيد، والبرميل لن يزيد على 70 دولارا، وهو السعر التعادلي لميزانيتنا السنوية، إذا لم ترتفع إلى أكثر من 75 دولارا بفضل القروض والسندات وزيادة العبء المالي على الكويت. فعلا مستأنسين لأننا نستطيع أن نقترض ولسنوات؟ إنها لحقيقة مرة..! كامل عبدالله الحرمي