فيما أعلنت جماعة "أنصار الشريعة" في اليمن التابعة لـ"تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" أول من أمس، عن مقتل أكثر من 70 من الحوثيين المتمردين في منطقة رداع بمحافظة البيضاء، حذر عسكريون خلال ندوة سياسية وعسكرية نُظمت بالعاصمة صنعاء أمس من خطورة دمج الميليشيات في الجيش والأمن، ورأوا أن الإقدام على مثل هذه الخطوة، كما هو مزمع بادماج ميليشيات "الحوثي"، سيؤدي الى تمزيق البلاد على أساس مذهبي ومناطقي وقبلي، داعين وزارة الدفاع إلى "التجنيد بحسب الأسس الوطنية بدلا من المذهب والقبيلة والمنطقة والعائلة، وإبعاد الولاءات الضيقة". وكانت "أنصار الشريعة" كتبت في حسابها على موقع "تويتر" أن أنصارها شنوا هجمات على بعض المواقع التي يتمركز فيها الحوثيون في مدينة رداع، مستخدمة في ذلك قذائف "آر بي جي" والأسلحة الرشاشة والعبوات الناسفة، ما أسفر عن سقوط أكثر من 70 قتيلا من الحوثيين، مشيرة إلى أن الهجمات استهدفت عدد من النقاط، منها تجمع للحوثيين ومنازل لقياديين حوثيين هم محمد السيد وأبي عارف السيد والنصيري، كما استهدفت الهجمات أيضا قلعة العامرية الأثرية التي يتحصن بها مقاتلو الحوثي.في غضون ذلك، استمرت المواجهات أمس بين المسلحين الحوثيين والقبائل الموالية لجماعة الإخوان، ما خلف أجواء من التوتر بالضواحي الشمالية لصنعاء.وأكدت مصادر قبلية أن الحوثيين بمساعدة قوات تابعة للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، استخدموا في معاركهم الأخيرة الدبابات للقضاء على جيوب مقاومة لرجال القبائل في أرحب، مشيرة إلى فشل الحوثيين في تفجير دار للقرآن بمنطقة الدرب في أرحب بعد ما أجبرهم مقاتلو القبائل على التراجع. من جانبهم، قال الحوثيون إن الهجوم على أنصارهم كان الثاني بعد هجوم شنه رجال قبائل على حاجز تفتيش تابع للحوثيين في منطقة الصمع وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وبينهم الشيخ القبلي محمد نوفل الذي أصيب في المواجهات مع نجله وثلاثة من مرافقيه. وحملت القبائل الحوثيين "مسؤولية ما حدث من اعتداء سافر على الشيخ نوفل واعتبار ذلك نقضا للعهود والمواثيق وخرقا صارخا لاتفاق الصلح الموقع بين الجانبين"، وطالبوا لجنة الوساطة الرئاسية القيام بمهماتها وردع الحوثيين وحضهم على الالتزام ببنود الصلح، محذرين من "تداعيات الخطيرة قد تؤدي الى ملا يحمد عقباه"، كما أبدى مشايخ ووجهاء قبليون من أرحب استعدادهم لصد أي عدوان من ميليشيات الحوثي على القبيلة.في المقابل، أشارت تقارير إلى مقتل خمسة يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة، وذلك أثناء اعتراض نقطة أمنية للجيش في منطقة "حرض" بمحافظة الحديدة شمال غرب اليمن، لحافلة مشتبه فيها، وكان على متنها ستة يرتدون ملابس نسائية. وقال مصدر أمني إن أحد الجنود أوقف الحافلة إلا أن أحد المسلحين قام بإطلاق النار عليه وأصابه، ما جعل أفراد النقطة الأمنية يقومون بالرد، لافتا إلى أن الحافلة كانت تحمل حزاما ناسفا وأسلحة رشاشة متنوعة.