زار رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان بيروت وجال على عدد من المسؤولين السياسيين والدينيين وفي مقدّمتهم رئيس المجلس النيابي نبيه برّي الذي سيرأس في نهاية الشهر الجاري الاتحاد البرلماني العربي، ومفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان وعددا من القيادات الإسلامية الفاعلة على الساحة اللبنانية. وقال الجروان في حديث ل"الرياض" أن "مسألة النزوح أولوية أساسية للبرلمان العربي، وقد زرت غزّة أثناء القصف وليبيا واليمن ونحن في البرلمان العربي يهمّنا التواجد مع شعبنا في هذه الظروف الاستثنائية". ولفت بعد معاينته أوضاع النازحين في لبنان قائلا: "لقد زرنا أهلنا وإخواننا السوريين في مخيم الزعتري في الأردن، ويبدو لي أن وضعهم أفضل بقليل من نظرائهم في لبنان"، وأضاف الجروان "الحكومة اللبنانية غير مقصرة والشعب اللبناني استقبل النازحين بحسب إمكاناته، لكن حالة النازحين في لبنان صعبة مع تغيّر الطقس خصوصا في فصل الشتاء، ولاحظت أن العوائل والكبار في السن والأطفال يفتقرون إلى بعض الاحتياجات الأساسية وينبغي على المنظّمات الدولية والجمعيات المعنية توفير إمكانات الاستمرار لهذه الشريحة من الناس". ويشرح الجروان بأنّ "البرلمان العربي يلعب دورا في التقريب في وجهات النظر المتضاربة حالية عند الطوائف الإسلامية وسط الإشكاليات المطروحة، ونحن نحاول بدورنا ضبط الموضوع عبر محاولة مواجهة التحديات كفريق واحد وعدم الركون الى الطوائف لحل المشاكل". وزار الجروان في بيروت "مؤسسة الفكر العربي" "لما لها من وزن وحضور في العالم العربي وخصوصا وأنّ البرلمان العربي يركّز على الحوار والتقارب وتوحيد الرؤى والتشاور، ونحن بصدد التنسيق للتقارب بين المؤسستين ولكي نبلور عملا مشتركا يخدم المواطن العربي بصورة عامة". ويلفت الجروان الى أن "بعض الأفرقاء رفضوا أن يكون للبرلمان العربي دور في حل الأزمة السورية علما بأنه ممثل للشعب العربي، وقد حاولنا التواصل وطرق الأبواب لانتزاع حق تمثيل البرلمان العربي للشعب السوري وهو غير ممثل في هذه المنظمة، لكننا لن نجمّد التواصل مع البرلمانات الدولية والإقليمية من أجل تسليط الضوء على معاناة هذا الشعب وإيصال الصورة الحقيقية لمعاناته". يذكر أن البرلمان العربي يعمل من ضمن منظومة جامعة الدول العربية وقد أعلن عنه للمرة الأولى عام 2005 لكنه موجود منذ تأسيس الجامعة عام 1947، غير أن عمله لم يفعّل إلا عام 2005 في قمة الجزائر التي تقرر فيها إنشاء برلمان عربي على غرار البرلمانات الآسيوية والإفريقية والأوروبية، فبقي انتقاليا لغاية سنة 2012 حين أقرت قمّة سرت في ليبيا إنشاء برلمان عربي دائم وكلّف بدور تشريعي ورقابي على قوانين جامعة الدول العربية. وأضاف الجروان: "ولد البرلمان العربي في أسوأ الظروف العربية مع بداية (الربيع العربي)، وهو بقي متماسكا بالرغم من التناحر الذي يسود عالمنا العربي، ونجح في إرساء علاقات جيدة مع البرلمانات المماثلة، وبدأ ينقل القضايا العربية إلى المحافل الدولية.. ومن الأمور التي أنجزها رفع توصية إلى القمة العربية بتشكيل قوة عربية مشتركة وهي القوة التي تدخلت في اليمن وتم تطويرها لاحقا إلى قوة إسلامية من أجل تجفيف منابع الإرهاب في البلدان التي ستكون منضوية تحت لواء هذا التحالف".