×
محافظة المنطقة الشرقية

كافاني الأفضل أو الأسوأ إن أردته كذلك

صورة الخبر

لا يوحي عطر «جوايوز توبيروز» Joyeuse Tubéreuse من «غيرلان» بأيّ أثر للغرور والاستفزاز، على رغم أنه لا يزال يلعب دوراً غامضاً ومتهوّراً. فهذه الزهرة الجميلة مفعمة بالبراءة، شديدة النضارة والخفّة ومشرقة. ولا تختلف عن باقات مسك الروم الموجودة أمام محلات الوجبات الجاهزة في نيويورك. ينطلق العطر مع درجة طاغية «خضراء» ومتفجّرة (التواءات نباتيّة برؤوس واسعة)، وينتقل إلى درجة وسطى بيضاء نقيّة وغنيّة بعطر البتلات، ثمّ ينساب بلطف في الدرجات الخفيفة (الفانيليا). يبدو وكأنّ «غيرلان» اختارت من الحديقة زهرة تجمع بين الرغبة والإرهاف. كَونه مستكشفاً، درس تييري واسر المسك الرومي وتأمّله وفحصه ودقّق به. وفي حين نجده شديد التمسّك بالمكوّنات الخام الجميلة التي لا تُعدّ غريبة عن أنفه، يتلاعب بكلّ بهجة بالأضداد والمرجعيّات المستترة وتغيّرات المسارات. ويُعدّ «ابن غيرلان» هذا مرحاً ودافئاً، وهو داعم لفكرة التغيير الكامل للمكوّنات ونقلها بلطف إلى حدودها. ويتشارك هذه المقاربة الممتعة مع دلفين جيلك، صانعة عطور لدى «غيرلان»، فركّبا معاً «جوايوز توبيروز» الأكثر أصالة من المكوّنات الكلاسيكيّة الخام. وكان من المهمّ الحصول على توضيب ذي لمسة نهائيّة ممتازة من أجل عرض هذا العطر الذي تحوّل مجدداً إلى امتياز. علبة «بملمس جلدي» (يُمكن تحويلها إلى علبة مجوهرات عند الرغبة)، الغطاء باللون الذهبي والخشب بلون الجمشت، النسيج الداخلي الساتاني (الذي يكون أيضاً بلون الجمشت) تعكس كلها درجات ألوان المحلّ الواقع في 68 من جادة الشانزليزيه، والعنوان الأسطوري للدار، وبالطبع كلمتا «Guerlain Paris» النافرتان أعلى العلبة، تحت الشمس التي تُشرق مثل الهالة الرمز الأبدي للدار المترفة.