×
محافظة المدينة المنورة

اشتراطات السلامة”.. مسؤولية مديري المدارس

صورة الخبر

يتجه العراقيون في نهاية هذا الشهر30/4/2014 الى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في مجلس البرلمان، في أجواء تسيطر عليها حالة التشاحن السياسي العنيف بين الكتل السياسية المتنافسة في الانتخابات، فكل مواطن عراقي يعرف مسبقاً بأن مجلس برلمانه القادم الذي سوف يرشح منه رئيس الحكومة، لن يأتي بحسم ديمقراطي عادل، فمع كل صوت يدخل صندوق الانتخابات تدخل معه شرارة تحرق الأصوات التي سبقته الى الصندوق، فالعراقي لا يعترف بحق العراقي الذي يخالفه بالمذهب والتوجهات السياسية، فالاختلاف في ديمقراطية العراق خيانة لا يسمح بها، فزعامات سياسية تعتمد على الأصوات الطائفية لا تكسب الانتخابات بسبب برنامج سياسي وطني بل بسبب انتماء طائفي يسحق المخالفين له بقوة السلاح المادي والمعنوي، للفوز بالسلطة عن طريق صناديق الانتخابات الطائفية. العراق بلد منكوب بتنوعه العرقي الذي لم يكن إشكالية في السياسية العراقية إلا بعد الاحتلال الأمريكي 2003، التي خرجت معه عاهات المجتمع العراقي، وأفقدته عدالة التوازن الوطني، فعمقه الحضاري الممتد لملايين السنين تم اختصاره في 11 عاماً، فكل عصر سبق زمن الاحتلال لم يعد إضافة حضارية يسترشد بها السياسي في حاضره يسجل بها تميزاً حضارياً يضيف لتاريخ العراق ولا يأخذ منه، فعراق اليوم عراق كتل سياسية متصارعة وليس عراق ثقافة أو دين أو تاريخ، فكل ما يساعد على إنتاج بيئة للتسامح والمشاركة تم إحراقه بنار التعصب والكراهية، فأصبح الكل يطلب الكل ثأراً. هل من بقايا للأمل في الحفاظ على عراق متماسك اجتماعياً؟ الأمل موجود وواقعي، ولن يتوقف العراق على دم ولن يتحرك على دم، فبعد سنوات الجفاف السياسي والوطني لابد لسحابة الحياة أن تسقى عطش العراقيين للحياة والكرامة، 11 عاماً عرف العراقي أن قضاياه السياسية لا يمكن أن تحسم باعتبارات طائفية وولاء بعض زعمائهم لدول الجوار أفقدهم احترامهم بين الدول وباع بالمجان قيم وجودهم، العراق اليوم مطالب أن ينظر للعالم من نافذته الحضارية وليس شقوق الجدران التي تسبب بها جاره الشرقي، فبعد هذه الأعوام الثقيلة من التبعية التي لم يكسب منها إلا التراجع في المعيشة والأمن والحضور السياسي المستقل. عراق ما بعد انتخابات 2014 سيكون عراقاً مختلفاً، فبعد كتل الموت الجماعي للبشر وموت الاقتصاد والتنمية، وموت كل حياة حتى الشمس ماتت في العراق، لا بد من ولادة جديدة، ولادة مزعجة لكل من استفاد من موت العراق، فحرب الطوائف التي حركتها سياسة الفرس لا بد ما تنقلب على الفرس لتهزم إرادة العراق ضعفها وتبعيتها ومذهبها، لا بد أن يحيا العراق بدعوات وصلوات آل البيت العربي، فعروبة العراق ليس انتماءً قومياً وحسب بل دين وعبادة.