بتاريخ 1 ديسمبر 1960، تغنّت كوكب الشرق، أم كلثوم، لأول مرة بأغنية «حُب إيه»، للملحن الشاب آنذاك، بليغ حمدي، والذى لم يتخطّ عمره وقتها، 29 عامًا، حيثُ وضعته على أول سلالم المجد، حسبْ تعبير الإذاعي، وجدي الحكيم، كما ذكر في كتاب «بليغ حمدي- مذكرات شخصية وشهادات مثيرة لرفاق الرحلة». نجحت أغنية «حُب إيه»، وتصدرت موسم أم كلثوم، مع أغنية «هو صحيح الهوى غلاّب»، لكن ظلت حكايةٍ ما تروى بعيدًا عن التفاصيل الموسيقية للأغنية، بحيث تدور حول محاولة بليغ حمدي خطبة الراقصة الشهيرة، سامية جمال، وهو الطلب الذى واجهتهُ بسخرية قائلة: «حُب إيه اللى أنت جاي تقول عليه؟». ومن هُنا جاءت قصة الأغنية. في سنة 2009، أُجرى حوار نُشر على صفحات جريدة «المصري اليوم» مع شقيق، بليغ حمدي، وهو الدكتور، مرسي سعد الدين، وحينما سُأل عن علاقة شقيقه بسامية جمال، قال: «حاول بليغ خطبة سامية جمال». وأضاف: «فى الواقع إننا أسرة تقدر الحب جيدا، وكانت هناك حكاية طريفة حدثت، فقد ذهبت معه لخطبة سامية جمال، واعترف بحبه لها فأجابت عليه بتلقائية (حب ايه اللى بتقول عليه) وكانت هذه الجملة مطلع أغنية (حب إيه اللى انت جاى تقول عليه) لأم كلثوم». كانت خطبة بليغ حمدي لسامية جمال، سبب مطلع أغنية «حُب إيه»، أما الأسباب الموسيقية، فكانت تدور حول تقديم محمد فوزي لبليغ حمدي فنيًا، كي تعرفهُ كوكب الشرق، أم كلثوم، كما ذُكر في كتاب «بليغ حمدي- مذكرات شخصية وشهادات مثيرة لرفاق الرحلة»: «محمد فوزى كان فنانًا أصيلًا فقلما تجد ملحنًا يحتضن ملحنًا، ولكن إيمانه بموهبة بليغ جعله ينسى الغيرة وكل نوازع النفس البشرية ويقف وراءه ويساعده، وكان فوزى من أصدقاء أم كلثوم المقربين رغم أنه لم يلحن لها». وفقًا لرواية الإذاعي، وجدي الحكيم، أمسك فوزي بيد بليغ حمدي وذهب به إلى أم كلثوم، وقدّمه لها قائلاً: «هاسمعك الليلة دى ملحن هايل هيكون له شأن فى السنوات القادمة». وفي منزل الدكتور، زكي سويدان، رأت أم كلثوم بليغ حمدي لأول مرة، فيما كان يجلس على الأرض كما اعتاد، يُلحن ممسكًا بالعود، فنظر الحاضرون إلى بعضهم فى استغراب «يعنى إيه الملحن اللى قاعد زى مقرئى القرآن ده» ونظر فوزى إلى أم كلثوم وهو يشير بيده، قائلاً: «سيبوه على راحته». وبعد ذلك اللقاء، قال بليغ، حسبْ رواية وجدي الحكيم: «ما أعرفش ليه لما مسكت العود، وبدأت اظبط أوتاره، ربنا ألهمني أغني (حُب إيه)»، ومن شدة إعجاب أم كلثوم باللحن والأغنية من كلمات، عبد الوهاب محمد، تركت الحاضرين وجلست بجانب بليغ على الأرض. وفيما بعد، قالت أم كلثوم لبليغ: «إسمع يا بليغ من غير زيطة، مش عاوزه حد يعرف، كمّل تلحين الأغنية لأني ناوية أغنيها»، وبالفعل بعد 10 أيام، انتهى بليغ من التلحين لتتحول شرارة حُبه لسامية جمال، للأغنية الأشهر في تاريخ أم كلثوم، وأولى خطوات سلم المجد في تاريخه الفني الذى بدأ من تلك الليلة.حب أيه – أم كلثوم by Besho Kamal Uploaded By : Besho Kamal