هزيمة تونس أمام الكاميرون والمغرب تدق ناقوس الخطرمازالت الصورة القاتمة التي ظهر عليها المنتخب التونسي لكرة القدم في ربع نهائي أمم أفريقيا، أمام منتخب بوركينا فاسو ترافق نسور قرطاج، إذ واصل رجال المدرب كاسبرجاك سلسلة عروضهم المخيبة، ومُنوا بهزيمة جديدة أمام المغرب هي الثانية لهم في يوم الفيفا بعد الخسارة أمام الكاميرون.العرب مراد بالحاج عمارة [نُشر في 2017/03/30، العدد: 10587، ص(22)]حالة استنفار تونس - تكبد منتخب تونس لكرة القدم هزيمة ثالثة أمام نظيره المغربي في لقاء ودي بالمغرب، بعد الخسارة وديا كذلك أمام الكاميرون. إلى جانب السقوط في الدور ربع النهائي لكأس الأمم الأفريقية أمام بوركينا فاسو. وقد ظهر رجال المدرب هنري كاسبرجاك بمستوى ضعيف جدا على جميع المستويات وهو ما يبعث على الحيرة والقلق، ولا سيما على مستوى الأداء المحتشم للفريق وغياب الحماس لدى اللاعبين رغم أن البعض منهم بصدد تلمس طريقه مع منتخب نسور قرطاج. ورغم مبادرة المدرب كاسبرجاك بإدخال بعض التعديلات على تشكيلة المنتخب التونسي مقارنة بتلك التي خاضت اللقاء الودي الأخير أمام المنتخب الكاميروني، وذلك بإقحام حارس المرمى فاروق بن مصطفى مكان أيمن المثلوثي المصاب وأسامة الحدادي في مركز ظهير أيسر بدلا عن علي معلول وديلان برون كبديل لأيمن عبدالنور في محور الدفاع وحمزة لحمر في وسط الميدان عوضا عن طه ياسين الخنيسي وحمزة يونس في الهجوم مكان أحمد العكايشي. فإن المردود بقي على حاله ولم يتغير شيء. لقد وجد لاعبو منتخب تونس صعوبة كبيرة في المباراة أمام المغرب، حيث أن المنتخب المغربي خلق متاعب كثيرة لتونس بسبب الأسلوب الذي لعب به، خاصة على المستوى الهجومي، لأن لديه لاعبين يمتلكون مهارات فنية جيدة، أما على مستوى الخط الخلفي للنسور فالمعاناة تتواصل، وهذا ما يدفع الإطار الفني إلى العمل في المرحلة المقبلة على تطوير الأداء. لقد عجز كاسبرجاك ومساعدوه إلى حد الآن عن إيجاد حلول لمعضلة خط الدفاع حيث قبل منتخب تونس أهدافا بصفة منتظمة في المباريات السبع الأخيرة له وبالتحديد أمام مصر والسنغال والجزائر والزيمبابوي وبوركينا فاسو والكاميرون والمغرب. كذلك لم ينجح المدرب البولندي-الفرنسي في الاستقرار على طريقة تكتيكية واضحة على عكس ما كان عليه الحال في مروره الأول مع تونس. ويجدر التذكير إلى أن هذا الأخير اعتمد في بداياته عدة خطط ولم ينجح في أغلبها. فهذا المدرب بحكم تقدمه في السن فإنه فقد الكثير من حماسه وبدا شبحا للمدرب الذي ساهم في ملحمة دورة جنوب أفريقيا سنة 1996 وفي ترشيح منتخب تونس لكأس العالم 1998.من ناحية أخرى اتضح جليا أن كاسبرجاك عجز على فرض الانضباط على اللاعبين وهو ما جسده تصرف لاعب ساندرلاند الإنكليزي وهبي الخزري معه في أمم أفريقيا والتصريحات الموجهة والناقدة للعديد من اللاعبين. هذا فضلا عن أن الاختيارات أثارت الكثير من نقاط الغموض، حيث بدا متمسكا بالعديد من اللاعبين رغم تراجع مستواهم على غرار حمزة المثلوثي وأيمن عبدالنور ومعز بن شريفية، في المقابل همش عدة لاعبين كانوا قادرين على تقديم الإضافة إلى المنتخب التونسي على غرار عمار الجمل وأنيس البدري وحمدي الحرباوي وغيرهم. وعبرت الجماهير التونسية، عن خيبة أملها من المستوى الذي ظهر به المنتخب التونسي، خلال الفترة الأخيرة، ودب القلق في صفوف عشاق منتخب نسور قرطاج، خاصة وأن مواجهة مصر اقتربت.من المنتظر أن تقع إقالة كاسبرجاك الأيام القادمة، حتى يتمكن الاتحاد التونسي من إنهاء ملف المدرب الجديد وتواجه تونس، مصر في منتصف يونيو المقبل، ضمن تصفيات أمم أفريقيا 2019، بالإضافة إلى المواجهتين الأهم في تصفيات المونديال مع الكونغو الديمقراطية، أواخر أغسطس، وأوائل سبتمبر المقبلين. لقد دق ناقوس الخطر ولا بد أن يتحمل، المدرب هنري كاسبرجاك المسؤولية، وبات مطالبا بتدارك الأخطاء سريعا قبل المواجهات الرسمية الحاسمة. وعبر العديد من الفنيين والمدربين التونسيين عن غضبهم، ووجهوا انتقادات لاذعة إلى اللاعبين والجهاز الفني. وأجمع كلهم على أن المنتخب التونسي في هذه الفترة بالذات ظهر بشكل محير. وكل المؤشرات تقول إن الوضع كارثي وإن المنتخب يلعب دون خطة تكتيكية. وأمام هذا الوضع الكارثي باتت كل الأطراف المسؤولة عن نسور قرطاج أمام حتمية مراجعة مسائل عديدة. أولها الجهاز الفني والبحث عن الحلول البديلة لاستعادة هيبة تونس. وتشير كافة المؤشرات إلى أن أيام البولندي أصبحت معدودة على رأس نسور قرطاج. وبات من الواضح أن المدرب تجاوزته الأحداث على جميع المستويات في الفترة الأخيرة، مما أثر بشكل كبير على مردود المنتخب التونسي. ومن المنتظر أن تقع إقالة هذا الأخير خلال الأيام القليلة القادمة، حتى يتمكن الاتحاد التونسي لكرة القدم من إنهاء ملف المدرب الجديد في أسرع وقت. وأمام صعوبة التعاقد مع مدرب أجنبي مميز في الفترة الحالية في ظل ارتباط معظمهم بنوادي ومنتخبات أخرى، لا يستبعد أن يقع منح فرصة جديدة للمدرب التونسي نبيل معلول. يشار إلى أن هذا الأخير يوجد في الفترة الحالية في حل من كل ارتباط بعد انتهاء مغامرته مع منتخب الكويت. والأكيد أن المدرب كسبرجاك لم يعد قادرا على العطاء لذلك من الضروري أن يتحرك الاتحاد التونسي للعبة بهدف البحث عن بديل، وتجدر الإشارة إلى أن أصوات عديدة تنادي بتعيين مدرب وطني يكون عارفا ومدركا لحقيقة الكرة التونسية، لا سيما وأن موعد الاستحقاقات القادمة بات قريبا. فمن بين الحلول هو تكوين منتخب من اللاعبين المحليين، ويجب تجميعهم في يوم كل الأسبوع على مدار السنة لتدريبهم معا، ولعب مباراة مع فريق محلي مرتين كل شهر، وانتداب مدرب أو مدربين اثنين من تونس.