طارق في معترك الحياة قصة للكاتب علي بن محمد الكردي اعاد اصدار طبعتها الثانية بعد ان صدرت طبعتها الاولى قبل اكثر من 40 عاما، حيث تناول الكردي في قصته العديد من القيم الاسلامية والتربوية التي شكلتها ثقافته وبيئته القروية التي عاش فيها فترة الدراسة والعمل وشكل مع ابناء قبيلته مشهدا تربويا وتعليميا كان انطلاقة فعلية لتعليم ناجح وتربية فاضلة، حيث اسهموا في تلك الفترة قبل اكثر من 50 عاما في ايجاد حركة علمية وثقافية حتى اضحت منطقة الباحة معقلا لتخريج ابنائها من المدارس للالتحاق بالتعليم العالي في داخل وخارج المملكة، وبدأ قصته بنداء لكافة الأصدقاء بقوله «يجب على كل واحد منا ان يقوم بواجبه تجاه خالقه ويخلص العمل لله وحده لا شريك له فلا ينفع المرء الا ماكسبت يداه وكل نفس بما كسبت رهينة». ورغم ان عنوان ومحور القصة هو طارق الا ان المؤلف استغل مدخل القصة في تقديم رسائل تربوية وثقافية للحث على التحصيل الدراسي ساردا بعض المواقف التي مرت بها القصة والاحداث التي تدعو الى مخافة الله في السر والعلن والبعد عن الصحبة السيئة، طارق الذي نشأ تاجر في احدى البلدات وتربى تربية صالحة اهلته الى ان يتفوق في دراسته رغم ما عاناه من بعض زملاء فصله منن مضايقات كونه من أوائل المدرسة الا انه استطاع بحكمته وتوجيه والده الى ان يكمل تعليمه ويحصل على شهادة الثانوية العامة بتقدير ممتاز ثم ينوي اكمال دراسته الجامعية ليصيح طبيبا الا ان والده يرفض ذلك بحكم انه اعتاد عليه ولا يستطيع ان يفارقه حتى لجأ طارق الى اعز صديق لوالده لاقناعه والسماح له بالسفر وكان له ذلك، سافر طارق الى الخارج ولمدة 7 أعوام كان يدرس ويتفوق حتى حصل على شهادة الطب بامتياز وكان طيلة فترة دراسته متواصلا مع والده ويبلغه بكافة نتائجه، عاد طارق الى بلده واحتفى به والده وعمل طبيبا باحد المستشفيات الكبرى في المدينة واصبح احد اشهر الاطباء في المدينة وفي يوم واثناء تأدية عمله جاءت برقية من ساعي البريد تفيده بوفاة والده فاضطر الى العودة الى بلدته الصغيرة والمكوث فيها شهرا كاملا لانهاء امور تجارية لوالده وعاد الى المدينة وحيدا ليفكر مليا في اكمال نصف دينه والزواج، فتذكر صديق والده محمود وابنته «زينب» فذهب اليهما طالبا الزواج من زينب وكان له ذلك وعاشا حياة زوجية مليئة بالحب والعمل والجد والاجتهاد الى ان اصبح حال والد زينب لا يسر حيث انهكته الامراض وسارت في جسده حتى فقد الكثير من ماله لعلاجه ولكن كان قضاء الله وقدره اسرع ففاضت روحه الى بارئها وتحمل طارق بنفس طيبة ديون عمه كما تحمل من قبل ديون والده، وعاشت زينب المنكسرة والحزينة على والدها وحدة الفراق، وتتوالى القصة الى ان يعود طارق من عمله ظهيرة يوم ويجد منزله محترقا ويصرخ «زينب زينب»، فيفاجئه المتجمهرون حول البيت بأن زوجته قد فارقت الحياة اختناقا وهي في الغرفة المجاورة بعد ان يتملك الحزن طارق والاسى والحسرة إلا انه مؤمن بقضاء الله وقدره وشكر الله على نعمه وفضله في حياتها وعن مماتها وبدا يتذكر محاسنها ويسرح في خيالاتها حتى ظهرت زينب كالشبح واقتربت منه، ما بالك يا طارق تبكي وتبدو حزينا فيصرخ من انت فتقول انا زينب لقد ذهبت لاحضر بعض الاغراض وتركت الخادمة في المطبخ، انها المفاجأة لقد كانت المتوفاة والملقاة في الغرفة الاخرى هي الخادمة ولم تتضح معالمها من اثار الحريق، وعاش طارق قترة زمنية تعد بالدقائق الا انها تحمل ذكريات وسنينا والما يصعب ذكره وتذكره فحزن حزنا شديدا على خادمتهما وتعهدا ان يقوما بمساعدة عائلة الخادمة وان يتلمسا حاجياتهم. وبهذا تنتهي قصة طارق في معترك الحياة التي اراد بها المؤلف ان تكون رسائل موجهة ومبطنة الى شباب اليوم بضرورة التمسك بفضائل الخلق الكريم والسير في خطى النبي صلى الله عليه وسلم لضمان حياة سعيدة وهانئة.