سيد الحجار (أبوظبي) أكد معالي سهيل المزروعي، وزير الطاقة، التزام الإمارات بشكل كامل بتعهداتها لمنظمة أوبك بشأن خفض إنتاج النفط، بأكثر من حصتها المقررة والبالغة 139 ألف برميل يومياً خلال مارس وأبريل ومايو، متوقعاً خفض الإنتاج بنحو 200 ألف برميل يومياً خلال الشهر الحالي، بسبب فترة الصيانة. وقال المزروعي، في تصريحات للصحفيين أمس، على هامش القمة العالمية للصناعة والتصنيع، إن الالتزام بالعهود والاتفاقيات يعد توجهاً استراتيجياً وتاريخياً لدولة الإمارات، حيث تعد المصداقية سمة أساسية في كل تعاملات الدولة، ولم يسبق للإمارات توقيع أي اتفاقية ثم مخالفتها. وتعهدت أوبك بخفض إنتاجها بنحو 1.2 مليون برميل يومياً، اعتباراً من الأول من يناير 2017، بينما وافقت الدول المنتجة خارج المنظمة على خفض الإنتاج بنحو 558 ألف برميل، وتأمل هذه الدول في أن يسفر خفض الإنتاج بإجمالي 1.8 مليون برميل يومياً في دعم أسعار الخام والتخلص من تخمة المعروض العالمي. وأوضح المزروعي أن نسبة الالتزام باتفاق خفض الإنتاج مشجعة، حيث تجاوزت 90%، مضيفاً أنه من الطبيعي عدم التزام كل الدول في البداية، لاسيما أنه لم يمر إلا شهران على الاتفاق، وهو ما يتطلب المزيد من الوقت، فبعد عام ونصف من التقلبات في السوق، لابد من وقت كافٍ للوصول إلى توازن السوق. وأضاف أن تواصل لجنة مراقبة تطبيق اتفاق خفض إنتاج النفط، تواصلت مؤخراً مع عدد من الدول التي لم تلتزم بحصتها في خفض الإنتاج، بهدف تأكيد التزامها بالاتفاق. وتتطلع الدول النفطية من الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، أو غير الأعضاء فيها، لتمديد اتفاقية خفض الإنتاج الحالية من 6 أشهر إلى نهاية العام الحالي. وفيما يتعلق بزيادة مخزونات النفط العالمية، قال المزروعي: إن زيادة المخزون في الولايات المتحدة له أسباب معروفة بسبب فترة صيانة المصافي، متوقعاً انخفاض المخزون خلال الفترة المقبلة. وأكدت وكالة الطاقة الدولية، منتصف الشهر الحالي، أن مخزونات النفط العالمية زادت في يناير للمرة الأولى في 6 أشهر جراء ارتفاع الإنتاج العام الماضي، موضحة أنه إذا أبقت أوبك على تخفيضات الإنتاج فإن الطلب سيتجاوز العرض في النصف الأول من هذا العام. وقالت الوكالة: إن مخزونات النفط في أغنى دول العالم زادت في يناير للمرة الأولى منذ يوليو بواقع 48 مليون برميل إلى 3.03 مليار برميل. وقال المزروعي: إن الربع الأول من العام غالباً ما يشهد انخفاضاً في الطلب، ولذلك يجب النظر للأسعار منذ بداية العام الحالي حتى اليوم، مقارنة بعام 2016، موضحاً أن هناك ارتداداً جيداً في الأسعار خلال فترة المقارنة بالعام الماضي. وتوقع المزيد من تصحيح الأسعار خلال النصف الثاني من عام 2017، وزيادة في الطلب، موضحاً أن الزيادة في الطلب غالباً ما تحدث خلال النصف الثاني. وكانت أسعار النفط التي تأثرت بفائض العرض في الأسواق، قد انخفضت من نحو 100 دولار للبرميل في يونيو 2014 إلى نحو 30 دولاراً بداية 2016. وأضاف المزروعي أن ارتداد النفط الصخري كان طبيعياً، ولكن غالباً ما نطالب المستثمرين بالنظر للصورة الكاملة للسوق، موضحاً أنه رغم هذا الارتداد فإنه لا توجد مخاوف كبيرة، وحتى في حالة حدوث زيادة في الإنتاج فإنها لن تكون كبيرة بحيث تؤثر في الطلب على النفط العالمي.