×
محافظة المنطقة الشرقية

بالفيديو.. الجمهور السعودي يتفاعل والمعلق يردد أهازيج سعودية

صورة الخبر

عمّان: «الخليج» هجر الشباب في الأردن، المقاهي الشعبية الاعتيادية الشهيرة، إلى أخرى تجمع بين الطابع الثقافي والاجتماعي من جهة، ومتطلبات معاصرة من ناحية ثانية، دفعت بعض المقاهي القديمة إلى تجديد وتغيير شكلها تماماً.جولة قصيرة بين مقاه حديثة «كوفي شوب»، على امتداد شارع الجامعة الأردنية، تكشف بوضوح أن روّادها من الطلبة، غالباً ما يتحلّقون حول أجهزة الحاسوب، وأخرى لوحية رقمية، مع توفير خدمة الاتصال بالإنترنت مجاناً، وذلك لإنجاز بحوث دراسية، وأخذ استراحة بين المحاضرات ضمن أجواء هادئة، لا تناقضها مقطوعات موسيقية. ويشير يوسف عطا الله، أحد أصحاب المقاهي هناك، إلى تحول المكان في العطلة الصيفية لجلسات شبابية واسعة منذ الظهيرة، حتى ما قبل منتصف الليل؛ محورها متابعة المباريات عبر شاشات عرض كبيرة.ويقول: إن انتشار أعداد مضاعفة من «الكوفي شوب» في مناطق عمّان المختلفة خلال السنوات الأخيرة، واكتظاظ الشوارع بمحالها، دليل على إقبال كبير من الشباب على اختلاف فئاتهم، فهي ملتقيات شبه يومية لاجتماعهم، ضمن أجواء حافلة بالزبائن، تحوّلها إلى مجتمعات شبابية مصغّرة.وفي منطقة عبدون الراقية، التي تعد مجمعاً للسفارات، يتباين حضور شباب عرب وأجانب، إضافة إلى أردنيين من الذكور والإناث، في مقاه توصف بأنها من «الدرجة الأولى» بحسب تصميمها وديكوراتها وخدماتها التقنية وتوفير أجهزة عرض ضخمة للمباريات العالمية، مع وجود مجموعة عاملين بزي موحّد ومشروبات باردة وساخنة، بعضها مستورد، وتنظيم بطولات للألعاب الإلكترونية، يشارك فيها إعلاميون وفنانون ورياضيون، يستقطبون المزيد من الزبائن.كذلك الأمر في شارع الرينبو السياحي المخصص للمشي في منطقة الدوار الأول، إذ تنتشر المقاهي، وسط محال تبيع التحف وساحات الاحتفالات، وهذه المقاهي يرتادها الشباب من طبقة اجتماعية متوسطة، ضمن أجواء تحاول الجمع بين تصاميم تراثية، ورتوش معاصرة.ويؤكد حسام جرار، وهو شاعر شاب، أنه يلتقي مع أصدقائه أسبوعياً في أحد مقاهي الشارع الذي يحمل اسم أديب عربي، وتتصدره صور شخصيات فنية عالمية، في قالب عصري للجلسات القريبة من غرفة استقبال الضيوف في المنزل. واستحوذ الشباب على مقاه كانت مقصداً للشعراء والموسيقيين والأدباء العرب في منطقة جبل اللويبدة، وتحوّلت من ملاذ جميل للأمسيات التلقائية والغناء للكادحين على أنغام العود. في الموقع نفسه طوّرت مقاه قديمة شكلها، تزامناً مع افتتاح أخرى، حاولت إعادة تقديم الأجواء الثقافية والفنية بأسلوب يواكب الشباب، وشهد أحدها مؤخراًأول عرض لمسرح المقهى للمخرج حكيم حرب، بعد انقطاع فاق 20 عاماً. ولا تزال مقاهي وسط البلد «الريادية» المعروفة في عمّان، تقاوم للبقاء مع افتقاد مرتاديها الشباب غالباً.