×
محافظة المنطقة الشرقية

العثور على 60 جثة في المكسيك في محرقة جثامين مهجورة منذ أشهر

صورة الخبر

< رأيت في ما يرى النائم أن مؤسسات حقوق الإنسان الدولية تولت زمام القضاء في دول العالم أو بعضها على الأقل، وألغت المحاكم واكتفت بنصوصها التي تضمن وتصون حقوق الإنسان، فاستيقظت مذعوراً من هذا الكابوس، وأنا أردد وأقرأ المعوذات، حتى تيقنت أنه حلم على غرار أحلام جوائز السيارات، فعدت إلى النوم هادئاً. المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي صرح لشبكة «إن بي سي» التلفزيونية الأميركية، بأن الأحكام الشرعية في السعودية تختلف عن الإعدامات التعسفية البربرية التي تنفذها «داعش»، وسبب هذا التصريح الذي أدلى به اللواء التركي يعود في ما يبدو إلى الحملة المبرمجة التي تقودها مؤسسات ومنظمات حقوق الإنسان، وهنا أقول للواء التركي: «تراك تنفخ بقربة مشقوقة»، فتلك المؤسسات والمنظمات وكأنها وُجدت للسعودية فقط، والدول الناطقة بحرف الضاد، بينما تغض الطرف عن «الخواجات» ومن يتبعهم بإحسان. وكمثال على هذا يغضون طرفهم عن أكبر سجن في العالم وهي الولايات المتحدة، والتي تضم سجونها أكثر من مليوني سجين، وهو ما يشكل ربع عدد مساجين العالم، وأكثر من 7 ملايين فرد تحت الرقابة. هذا عدا الجرائم التي تحدث في سجونها، ولاسيما الجنسية التي تقدر بأكثر من 88 ألف حالة اعتداء جنسي في السجون «وتلومونهم على زواج المثليين»! هذا طبعاً في جهة و«غوانتانامو» في جهة أخرى، والاتجار بالمساجين لمصالح أميركية على غرار تسليم السجناء إلى دولهم، ولاسيما تلك التي تصنف بالديكتاتوريات، والأهم من ذلك كله هو أن أحكام الإعدام لا تزال سارية في أكثر من 30 ولاية أميركية يعدم فيها سنوياً بين 50 و 60 فرداً، أما كيف يعدمون فالعم «سام» يحرص على هوليودية حالات الإعدام، وهو بذلك لا يختلف كثيراً عن تنظيم داعش في الفكر. تلك كانت الولايات المتحدة، التي تحظى بنسب جريمة وانتهاكات لحقوق الإنسان، والمرأة تكاد تكون الأعلى، لكن منظمات حقوق الإنسان حريصة على الفرد العربي المسلم «جزاها الله خير الجزاء»، ولا يهمها غير الناطقين بالعربية. فخذوا على سبيل المثال، المدير التنفيذي لمنظمة «هيومن رايتس ووتش الدولية» كينيث روث، فما الذي يقوله دام ظله؟ يقول -حرفياً- على ذمة وكالة الأناضول: «إذا كنت شاباً صغيراً تؤمن بالإسلام السياسي، فعليك أن تقرر ما إذا كنت ستجرب طريق الإخوان المسلمين وتستخدم صناديق الاقتراع، أو تجرب طريق داعش وتستخدم العنف». لا أعلم ما الذي دفع عقل روث إلى أن ينزلق في هذه الهاوية، إلا إذا كان «إخونجي بالرضاعة»، وأود لو أسأل روث عن الأعمال الإجرامية التي يرتكبها «الإخوان المسلمون» اليوم في مصر ومخططاتهم في دول أخرى، وأيضاً أن يعلق على التحذيرات التي أطلقوها باستهداف السياح والبعثات الأجنبية والعربية في مصر حتى نهاية شهر شباط (فبراير) الجاري، فهل ذلك هو الإسلام السياسي الذي يفتي به؟ وهل صناديق الاقتراع هذه هي وجه الإسلام السياسي الذي يدَّعيه؟ وبعد ذلك كله ما الذي تعرفه -أصلاً- عن الإسلام لتعرف سياسته؟ هناك فجوة بين الغرب والعالم الإسلامي ولاسيما السعودية، فهم يريدون أن يقنعوا أنفسهم أن السعودية هي المسؤول عن كل مسلم في هذا الكون، -حسناً- ذلك والله من دواعي فخرنا أنْ منَّ الله علينا بهذه الفضيلة، لكن عندما يأتي آسيوي أو أفريقي أو حتى أوروبي أو أميركي مسلم ويرتكب جرماً يسيء إلى الإسلام فلا ذنب للسعودية أن يكون ولد عم خالة جدة أم مرتكب ذلك الجرم بالرضاعة يعمل على أراضيها على سبيل المثال، ولا يعني قيام حفنة من المتطرفين أو مجهولي الهوية بالتغريد عبر «تويتر» تأييداً أو تبريراً أن ذلك هو رأي الشارع السعودي، وبالمثل لا يعني تنفيذ أحكام قضائية مماثلاً لتنفيذ جرائم، وإلا هل هناك عاقل يصف الجرائم التي يرتكبها «البرابرة الدواعش» على غرار قتل الطيار الأردني بأحكام قضائية تصدر من خلال نصوص سماوية؟ من الواضح هنا أن هيئة حقوق الإنسان لدينا أخفقت في نقل الصورة عن قوانين المملكة وأحكامها القضائية، فلو كانت الصورة قد وصلت فعلاً كما ينبغي إلى المنظمات الدولية لما وجدنا مثل هؤلاء يجعجعون في الإعلام ويُستغَلَّون من المتردية والنطيحة، وعلاوة على إخفاق «الهيئة» هناك حاجة اليوم إلى استقبال الإعلام الغربي وفق برامج معدة قادرة على إيصال صورة مكتملة الجوانب عن المملكة وسياساتها كافة، وإلا فلْنواصل تنقلنا من محطة إلى أخرى، ومن وسيلة إعلام إلى أخرى؛ لنقسم بأننا محبون للسلام، وأننا لسنا دواعش. * كاتب وصحافي سعودي.