×
محافظة المنطقة الشرقية

«جيبك» تبحث التعاون مع شركة «البيروني»

صورة الخبر

المدارس الأجنبية تستقطب غالبية طلاب التعليم الخاص في الكويتيتزايد إقبال الكويتيين على تسجيل أبنائهم في المدارس الخاصة سيما الأجنبية منها. وبالرغم من ارتفاع رسوم وتكاليف الدراسة فيها إلا أنها تستقطب العدد الأكبر من الطلاب الكويتيين مقارنة بغيرها من المدارس الحكومية والخاصة.العرب  [نُشر في 2017/03/28، العدد: 10585، ص(17)]تنمية مواهب التلميذ أساس نجاح المدارس الأجنبية الكويت - تحظى المدارس الأجنبية الخاصة في الكويت بسمعة طيبة جعلتها، على مدى سنوات، قادرة على استقطاب أعداد متزايدة من الطلاب الكويتيين. وكشفت إحصائية مؤشرات التعليم الصادرة عن الإدارة المركزية للإحصاء عن شهر نوفمبر 2016، أن نحو 18 بالمئة من الطلبة الكويتيين يدرسون في المدارس الخاصة، ويتجاوز عددهم 70 ألف طالب، يتركز معظمهم في المدارس الأجنبية، حيث بلغ عددهم حوالي 49 ألف طالب. وتنسجم هذه المؤشرات الجديدة مع ما كشفته دراسة بعنوان “لماذا يلحق الآباء أبناءهم بالمدارس الخاصة الأجنبية في دولة الكويت” أنجزها أستاذان من جامعة الكويت؛ علي وطفة وفرح المطوع. وقد تبين بحسب نتائج الدراسة أن أعداد المنتسبين إلى المدارس الأجنبية في الكويت في ارتفاع مطرد وأنها تتمتع بشهرة ومزايا مما جعلها لا تستقطب أبناء النخبة في المجتمع فقط بل إن الأسر من الطبقات الوسطى تتكبد تكاليفها الباهظة لتسجيل أبنائها فيها. ويطرح الباحثان العديد من الأسئلة حول المميزات والدوافع التي تجعل الآباء يفضلونها على باقي المدارس الخاصة ومنها العربية وعلى المدارس الحكومية التي توفر تعليما مجانيا. ومن أبرز الأسئلة التي ضمتها الاستبانة الموجهة لذوي التلاميذ المرسمين بالمدارس الأجنبية: لماذا يتحمل الأهالي التكاليف الباهظة لتعليم أبنائهم في المدارس الأجنبية الخاصة مع توفر مجانية التعليم الحكومي؟ ماذا ينتظر الآباء من المدارس الأجنبية؟ ألا تستطيع المدارس الحكومية تلبية طموحاتهم في تعليم يوازي من حيث الجودة التعليم الخاص؟ وهل ترى أسر التلاميذ ما ينذر بالخطر على مستوى هوية أبنائها وثقافتهم الإسلامية؟97 بالمئة من الأولياء يؤكدون أن تعلم الإنكليزية أهم عوامل إلحاق أبنائهم بالمدارس الأجنبية وتستهدف الدراسة الكشف عن الصورة المميزة للمدارس الأجنبية الخاصة من وجهة نظر الآباء الذين بينوا سماتها ومزاياها وخصائصها التربوية الإيجابية مقارنة بالصورة السلبية التي يحملونها عن الأداء التربوي للمدارس الحكومية. ولعل واقع التعليم الحكومي المتردي ساهم في استمرارية وجود الدوافع نفسها لدى الأولياء لتعليم أبنائهم في هذه المدارس الأجنبية وهو ما يفسر تزايد الإقبال عليها. وأجريت الدراسة في العام الدراسي 2007-2006 على عينة ممثلة ضمت أكثر من 670 من أولياء أمور التلاميذ في المرحلة الابتدائية في المدارس الخاصة الأجنبية الأميركية والبريطانية. ويقول العديد من الآباء إن رغبتهم في تسجيل أبنائهم في المدارس الخاصة دفعتهم إلى اختيار المدارس الأجنبية. ويرى أكثر من 97 بالمئة من الأولياء أن تعلم اللغة الإنكليزية يشكل أحد عوامل إلحاق أبنائهم بالمدارس الأجنبية. ويعتقد أغلبهم أن المعلمين في هذه المدارس أكثر كفاءة من نظرائهم في المدارس الحكومية. كما يثير الكثير من الآباء مسائل البرامج الترفيهية، وأساليب التدريس والتقويم والتجهيزات التربوية مقارنة بتلك التي تتوفر في المدارس الحكومية. وكان أبرز أهداف الأهالي من تسجيل الأبناء في المدارس الأجنبية بناء شخصية الطفل عقليا ونفسيا، مؤكدين على أهمية تنمية روح الإبداع عند الطفل يلي ذلك تعليم اللغة الإنكليزية ثم حماية الأبناء من تردي وضع المدارس الحكومية التي بدت في نظر الكثير منهم كأنها مؤسسات ضارة بالتلاميذ وبنموهم العقلي والنفسي. ويرى أولياء الأمور أن المدارس الخاصة الأجنبية تعتمد أحدث النظريات التربوية في التعامل مع التلاميذ كما تتسم مناهجها بالجودة والحداثة ويواكب تعليمها التطورات العلمية والتكنولوجية وينوهون بتوافر الأنشطة الاجتماعية التربوية المتنوعة على نحو يضمن النمو النفسي للطفل، ما يؤكد حسب رأيهم غلبة الجوانب التربوية فيها على الجوانب التعليمية الصرفة. ويشير العديد من الآباء إلى أهمية الأجواء السائدة في هذه المدارس والعلاقات القائمة فيها، والتي يرونها مبنية على الديمقراطية والاحترام والإنسانية التي من شأنها أن تترك أثرا إيجابيا في تكوين شخصية الطفل. ويؤكد أغلبهم على حرص هذه المدارس على تعزيز التواصل التربوي مع الأسرة بالتوازي مع تنمية شعور الطفل بالثقة والحرية وتحفيزه على نبذ مشاعر التمييز والتعصب.المدارس الخاصة الأجنبية تعتمد أحدث النظريات التربوية في التعامل مع التلاميذ كما تتسم مناهجها بالجودة والحداثة ويواكب تعليمها التطورات العلمية والتكنولوجية ويشكل الإعداد المهني واحدا من أهداف إلحاق الابن بمدرسة أجنبية حيث تكسبه مؤهلات النجاح والتفوق للحصول على أفضل الاختصاصات الجامعية فيما بعد. وذلك من خلال تمكين الطفل من إتقان اللغة الإنكليزية ومنحه المؤهلات العلمية للحصول على مهنة مضمونة ومرموقة اجتماعيا. ويشير الباحثان إلى أنه رغم طغيان الجانب الإيجابي على صورة المدارس الأجنبية لدى أفراد العينة المستجوبة إلا أنها ليست صورة مثالية. ومن بين أهم السلبيات التي عددها أولياء الأمور ارتفاع قيمة الأقساط المدرسية. ويشعر أغلب الأهالي بثقل الأعباء المادية للأقساط والرسوم المدرسية ما يؤكد الطابع الربحي للمدارس الأجنبية الخاصة. وتوجه إلى المدارس الأجنبية انتقادات من حيث تأثيرها في الثقافة الإسلامية للمجتمع الكويتي لأن مناهجها تنسج على منوال بلدانها الأصلية. غير أن أغلب الآباء أفراد العينة أي حوالي 57 بالمئة منهم يعارضون الرأي القائل بأنها تؤثر سلبا في قيم مجتمعهم رغم وجود بعض الرموز الثقافية التي قد تتناقض مع تقاليد المجتمع وضعف الاهتمام بتدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية. ويرى الباحثان أن استطلاع آراء الآباء حول التعليم الحكومي قدم صورة مأساوية لنظام التعليم الكويتي الذي وجهت إليه العديد من الاتهامات؛ إذ يؤكد الآباء أن التعليم الحكومي يشتكي من ضعف تأهيل المدرسين وتدنّي مستوى تعليم اللغة الإنكليزية وضعف المناهج، ومن إهماله للجوانب التربوية والإنسانية في تكوين التلميذ إلى جانب ضعف التواصل مع الأسرة واعتماد التلقين والحفظ وتغييب التفكير والنقد والإبداع.