القصة أقرب ما تكون إلى سيناريوهات الأفلام السينمائية، ودارت أحداثها في أدغال بوليفيا وغاباتها الكثيفة، حين اختفى الشاب التشيلي كالين كوروسيو آكونا من المخيم الذي قصده مع مجموعة من السياح في محمية طبيعية بهذه الأدغال الكثيفة، حسب مجلة "ناشيونال جيوغرافيك". وذات صباح اختفى كالين، بعض أعضاء المجموعة قالوا إنهم كانوا قد رأوه في الليلة السابقة. الضياع في مجاهل محمية ماديدي البوليفي تعني الهلاك بلا شك. وبحسب المجلة قاد اختفاء كالين إلى الكثير من التكهنات لدى السكان المحليين والحراس الجوالين في المحمية، فالبعض اتهم "أرواح الغابة الشريرة"، بخطفه. قد تبدو تهمة غريبة، لكن الأمر يبقى طبيعياً لدى سكان هذه المنطقة، كما يوضح مدير المحمية ماركوس أوزكيانو: "بالنسبة لي وللجوالين فإن هذه التفسيرات تبقى جزءا من ثقافتنا". ولهذا تمت الاستعانة بفنون الأطباء السحرة وطقوسهم للعثور على الشاب المفقود، كما نقلت مجلة "فوكوس" الألمانية في سردها للقصة. لكن كل هذه الفنون والطقوس لم تساعد في العثور على كالين. وبعد أيام من البحث في الأدغال لم يعثر الجوالة سوى على إحدى جوارب المفقود. وفي اليوم التاسع ظهر كالين المفقود على حين غرة على بعد مئات الأمتار من المخيم، وهو مغطى بالأوحال وقد نالت من جسده لسعات حشرات الأدغال. لكن ما قاله الشاب التشيلي عن اختفائه وكيفية بقائه حياً طول هذه الفترة، هو ما يجعها غريبة وأقرب إلى الخيال. وبحسب مجلة "ناشيونال جيوغرافيك"، فقد قال كالين إنه ليلة اختفائه عانى رؤى وأحلام أصابته بالرعب، فقرر الهروب من الأدغال، ولم يأخذ معه سوى حذاءه، وهاتفه النقال ومصباح يدوي، اللذان سرعان ما رماهما. وحين ثاب إلى رشده، وجد نفسه ضائعاً في أدغال بلا انتهاء. ورغم أن كالين لا يؤمن بالأطباء السحرة وأساطير السكان المحليين، لكنه لا يستطيع أن يُفسر ما حدث له تلك الليلة. وأضاف الشاب أن مجموعة من القردة تابعته خلال فترة ضياعه من أجل مساعدته، إذ كانت ترمي له الثمار من أعالي الأشجار وقادته كل يوم إلى مصدر للمياه وإلى ملجأ. ورغم الكثير من علامات الاستفهام التي تلف هذه قصة اختفاء كالين وتفسيراته، إلا أن السكان المحليين متأكدون من أنها بمجملها مرتبة بأرواح الغابة الشريرة.