أشرت أكثر من مرة إلى أن التسول في المملكة سوف يسيء إلى سمعتها دولياً، وأن السكوت على مافيا هذه الجريمة المنظمة سوف يجعلها تتنامى، وتتحول إلى أشكال إجرامية أخرى. وهذا تماماً ما صرح به الأمين العام للجنة الدائمة لمكافحة جرائم الاتجار بالبشر بدر باجابر لجريدة الشرق؛ إذ وصف حِرفة التسوُّل في المملكة بالجريمة المنظمة، لافتاً إلى وجود من يحركها ويستخدمها؛ كونها مهنة مربحة مرتفعة الدخل؛ إذ تدر في بعض الأحيان 60 ألف ريال شهرياً. وأوضح أن تجارة الأشخاص مزدهرة في المملكة، وأن 80 % من المتسوِّلين غير سعوديين، موضحاً أن مفهوم نظام الاتجار بالأشخاص هو استخدام الأشخاص ونقلهم من دول مجاورة للتسوُّل أو لترويج المخدرات والأفلام الإباحية عن طريق وسائل عدة، منها الإكراه والقوة والتهديد وأخذهم أحياناً كثيرة إلى أطباء لإحداث عاهات مستديمة بهم؛ حتى يتمكنوا من التسوُّل. إذاً، وكاستمرار لكل الممارسات، نحن البيئة الأفضل التي توفر الإمكانات والتسهيلات لجميع أشكال التجارة غير المشروعة. وكالعادة، هناك من يثرى ثراءً فاحشاً من وراء هذه التجارة أو تلك، وهناك من يدفع ثمناً غالياً، قد يصل إلى حياته، نتيجة تفشي هذه الجرائم. فكما أسلفت، المتسول قد يتحول إلى قاتل، والمتسولة قد تتحول إلى عاهرة. كل ذلك قد يحدث بطرفة عين، وفي غفلة من المجتمع الذي يدفع بكل سخاء لهؤلاء المتسولين والمتسولات.