خرج آلاف المغاربة إلى الشوارع في مدينة بشمال البلاد، الإثنين 31 أكتوبر/تشرين الأول، لليوم الرابع على التوالي، احتجاجاً على مقتل بائع سمك سحقاً في شاحنة لجمع القمامة، بعد مواجهة مع الشرطة أثناء محاولته استعادة أسماك صادرتها منه الشرطة. وأدى مقتل محسن فكري في الحسيمة يوم الجمعة، إلى أحد أكبر الاحتجاجات على مستوى البلاد منذ عام 2011، عندما نظمت حركة 20 فبراير مظاهرات تطالب بالإصلاح الديمقراطي، مستلهمة انتفاضات الربيع العربي التي اندلعت في مختلف أرجاء المنطقة. ويندر وقوع مظاهرات كبيرة في المغرب الذي يملك فيه الملك السلطة المطلقة. ونجح المغرب في تهدئة احتجاجات على غرار تلك التي شهدتها بلدان الربيع العربي عام 2011 من خلال الإصلاحات والإنفاق وتشديد الإجراءات الأمنية. بينما أطاحت تلك الاحتجاجات بحكام تونس ومصر وليبيا. وألقت موجة من التعليقات الغاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي وهتافات المحتجين باللوم على المخزن، في إشارة إلى الديوان الملكي. وقال حسين المرابط، أحد منظمي الاحتجاجات، إن "الاحتجاجات ستستمر لحين معاقبة كل المسؤولين عن الجريمة". وأضاف أنهم يريدون ضمانات بعدم حدوث ذلك مرة أخرى. ودعا إلى تطهير الإدارة العامة من الفاسدين. "لحظة حساسة" ويحمل موت فكري سمات الشرارة التي أشعلت انتفاضة تونس عام 2011؛ إذ اندلعت الاحتجاجات بعدما أشعل رجلٌ النارَ في نفسه، لأن شرطية صادرت الفاكهة والخضراوات التي كان يبيعها. وبعدها اشتعلت الانتفاضات في مختلف أرجاء المنطقة. واندلعت الاحتجاجات بالمغرب في لحظة حساسة، بينما تستعد المملكة لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2016 في نوفمبر/ تشرين الثاني، في حين يبدأ رئيس الوزراء تشكيل حكومة ائتلافية بعد الانتخابات التي أجريت في وقت سابق الشهر الماضي. ونظمت احتجاجات أصغر أيضاً، مساء الاثنين، في عدد من المدن والبلدات الأخرى، بما في ذلك العاصمة الرباط ومدينة وجدة بشرق البلاد، ومدينة سطات بوسط المملكة. وقال نشطاء إن طلابا بالمدارس الثانوية احتجوا في وقت سابق الاثنين في بلدة بشمال البلاد. ولم تعلق السلطات على تلك الاحتجاجات. وفي محاولة لتهدئة التوترات أمر العاهل المغربي الملك محمد السادس -الذي يقوم بجولة إفريقية- وزير الداخلية بزيارة أسرة الضحية لتقديم العزاء بالنيابة عن القصر. وتعهدت الحكومة أيضاً بالتحقيق في الواقعة. وصادرت الشرطة يوم الجمعة الأسماك التي أحضرها محسن فكري، بعدما اشتراها من الميناء. وكانت السلطات المحلية قد منعت صيد وبيع أسماك أبو سيف هذا الموسم. وأفادت السلطات ووسائل إعلام محلية بأن فكري قفز إلى شاحنة النفايات، في محاولة يائسة لمنع إتلاف أسماكه، فسحقته الشاحنة بداخلها. واتهم نشطاء ضباط الشرطة بأنهم أمروا القائمين على شاحنة النفايات بسحق فكري، ولكن الشرطة المغربية نفت ذلك في بيان صدر يوم الأحد.