×
محافظة المنطقة الشرقية

ضمك يعايد جماهيره بصدارة دوري الدرجة الأولى

صورة الخبر

خلال هذا الشهر، قدم «جان لويس كيستر» ضابط الاستخبارات الفرنسية المتقاعد اعتذاره حيال عملية إرهابية قام بها عام 1985 لتقتل وتجرح مجموعة من المناهضين للتجارب النووية الفرنسية في المحيط الهادئ. وتحديدا فقد قام المدعو بوضع قنبلة شديدة الانفجار في مركب «جرين واريور» Green Warrior أي «المحارب الأخضر» التي تملكها منظمة «جرين بيس» Green Peace الشهيرة بتأييدها للقضايا البيئية حول العالم. وكان المركب الضخم مصمما لحمل عشرات الركاب للاعتراض على التجاوزات البيئية في عرض البحر. وقد أدى انفجار القنبلة التي وضعها إلى مقتل أحد أعضاء المنظمة السلمية، وجرح مجموعة منهم، وإلى دمار القارب. وجاء في تصريح ضابط المخابرات الفرنسي السابق أن القرار لهذا العمل الإرهابي كان نابعا من القيادة العليا لفرنسا، وكأنما «يتنصل» من المسؤولية، وأما موقفه، فهو كمن يقول «أتوب» ولكنها على ما يبدو ليست توبة صادقة، وإنما «توبة يعني يعني»... وأود أن أعلن بكلمة واحدة عن رأيي في هذا الموضوع وهي «بلا بكش». وفي عام 1972 بعد مقتل فريق الألعاب الأولمبية الإسرائيلي بأكمله في ميونيخ بألمانيا، أعطت حكومة الكيان الصهيوني الضوء الأخضر من أعلى مستوياتها لمجموعة عمليات إرهابية انتقامية اشتهرت باسم حركي غريب وهو The Wrath of God أي «انتقام الرب». وكانت عملية واسعة النطاق ضد العرب في أوروبا بطريقة أشبه «بالسعرانة»... تم تكليف مجموعات من القتلة لإجراء التصفيات الانتقامية. وكان مجرد الاشتباه في شخص ما يبرر قتل العشرات من الأبرياء. وإحدى أوائل تلك العمليات نفذت في الدنمارك في بلدة في غرب البلاد اسمها «ليل هامر» Lillehammer وهي بلدة صغيرة بعيدة عن «الدنيا بأكملها». هاجر إليها المغربي أحمد بوشكي وعمل في إحدى دور القهوة نادلا «جرسونا» وفي ليلة 21 يوليو 1973 كان يتنزه مع زوجته الحامل وإذا بفريق القتلة الصهاينة يرشون جسده بالرصاص. قتل لأنه كان عربيا، ولأنه كان يشبه أحد المستهدفين من فريق القتلة الإسرائيلي، علما بأنه لم يكن لهذا الرجل علاقة بالأعمال العسكرية بأي حال من الأحوال... جرسون يا جماعة. جاء ليقدم القهوة إلى الزبائن فطلعوا عليه بالرشاشات وأفرغوا في جسده الرصاص. الغريب في الموضوع أن الشرطة الدنماركية ألقت القبض على ستة من القتلة وتم توقيفهم لفترة. وهزت هذه القضية شبكة سلاح الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» في أوروبا وأدى إلى إعادة ترتيب لآلية عمل تلك المنظمة. الشاهد أن بعد الحدث بحوالى ربع قرن قامت السلطات الإسرائيلية بعرض تعويض لأهل الضحية أحمد بوشكي بدفع مبالغ مالية. أمنية ما هي الحدود الإنسانية للاعتذارات؟ تخيلوا كيف سيعتذر الكيان الصهيوني لأشقائنا الفلسطينيين في المستقبل القريب بمشيئة الله؟ وكيف سيعتذر بشار الأسد وأعوانه للشعب السوري الشقيق قريبا جدا بإرادة الرحمن؟ هل من المعقول أن نسمع مقولة «نأسف لنسف بيوتكم مما تسبب في سقوطها على رؤوس أهلكم وقتلهم»، «نأسف لأننا سلبنا حرياتكم وحقوقكم»، «نأسف لأننا حرمناكم من الصلوات في مساجدكم»، «نأسف لأننا حرمنا أبناءكم من التعليم.. وأهاليكم من العلاج»، ما هي الحدود المعقولة، وما الخطوط التي ترسم الحدود بين الاعتذار و«البكش»؟ الله أعلم. وهو من وراء القصد