صدرت قبل أيام في المغرب وفرنسا رواية بلغة موليير للكاتب المغربي ماحي بينبين بعنوان "مجنون الملك" يستعيد فيها المؤلف ذاكرة العائلة التي ظلت طوال نحو عقدين ممزقة بين أب كان مؤنسا للملك الراحل الحسن الثاني وابن قادته الأقدار لغياهب السجن بسبب تورطه في محاولة انقلابية ضد نفس الملك. ويقر المؤلف في تصريحات صحفية بأن روايته نابعة من صراع شكسبيري طبع حياته الشخصية والعائلية لعدة عقود قبل أن يشتبك معه من بوابة الأدب والتخييل وتعود خيوطه الأولى لعام 1971 عندما وجد الضابط عزيز بينبين -وهو أخو المؤلف- نفسه متورطا إلى جانب عدد من زملائه في محاولة انقلاب عسكرية على الملك الحسن الثاني (1929-1999). وفي أعقاب تلك المحاولة ألقي بعزيز وعدد من الضباط الآخرين في سجن تزمامارت سيئ الصيت وبقي هناك نحو عقدين، حيث لقي الكثير من السجناء مصرعهم بسبب ظروف الاعتقال الصعبة التي شكلت مادة للكثير من الكتابات والاعترافات. في الأثناء، كان الفقيه محمد بينبين -وهو والد المؤلف والضابط- ضمن حاشية الملك، وبدل أن يستعطف العفو عن فلذة كبده تنكر له بالكامل وكأنه لم يخرج من صلبه، وعندما خرج عزيز من السجن عام 1991 لم يتردد في طلب لقاء والده، وهو ما استغربه المؤلف. من هذه المأساة انطلق ماحي بينبين في بناء روايته مستندا إلى أحاديث مصورة لوالده عن تفاصيل ما كان يقوم به طوال نحو 33 عاما في ظلال الملك الحسن الثاني، حيث كان مؤنسا له معروفا بخفة دمه وروحه المرحة وثقافته الواسعة، خاصة في مجالي الفقه والأدب. وقد صاغ الكاتب جزءا من تلك التفاصيل في قالب أدبي على لسان والده الذي وافته المنية عام 2008، ويقول إنه اكتفى بنص روائي في حدود 146 صفحة ولم يشأ تأليف رواية تفيض بالتفاصيل والنوادر والمستملحات عن أجواء الأنس في القصر الملكي.