فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى وجود فتور في العلاقات يرقى إلى درجة خلاف بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بسبب إصرار الأخير على السير قدما في مخططاته الاستيطانية التوسعية، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إنها أحبطت مخططا إسرائيليا للتشويش على العلاقات بين رام الله وواشنطن. وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن دبلوماسية بلادها نجحت في قطع الطريق على اليمين الحاكم في إسرائيل، الذي حاول جاهدا التشويش على العلاقات الأميركية الفلسطينية، وأدار حملة تحريض ضد رام الله. وقالت في بيان عقب لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والممثل الخاص الأميركي للمفاوضات الدولية جيسون جرينبلات، إن الحراك الأميركي يتواصل لإطلاق مفاوضات جادة، استنادا على الشرح الوافي الذي قدمه الرئيس عباس للممثل الخاص لترمب، بشأن القضية ومعاناة الشعب الفلسطيني اليومية، والمخاطر الكارثية للاستيطان، وما تتعرض له القدس المحتلة، إضافة إلى الاستعداد الفلسطيني للتجاوب مع المساعي الأميركية، لحل الصراع على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق السلام والأمن المستدام. وكان اللقاء الذي جمع عباس بالمبعوث الأميركي قد استمر ثلاث ساعات، وقال مسؤول فلسطيني شارك في الاجتماع، إن اللقاء كان إيجابيا، وأكد خلاله عباس قناعته بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي في ظل قيادة ترمب، وأنه يتطلع إلى مناقشة ذلك خلال زيارته المرتقبة إلى واشنطن. ولفت المسؤول الفلسطيني إلى أن المبعوث الأميركي لم يحدد موعدا للزيارة، إنما تم الاتفاق على استمرار التواصل من أجل الاتفاق على الموعد. دفع المفاوضات جاء في بيان فلسطيني - أميركي مشترك، أن عباس والمبعوث الأميركي أعادا التأكيد على التزام كل من السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة بدفع سلام حقيقي ودائم بين إسرائيل والفلسطينيين، مشيرا إلى تمسك الرئيس عباس بحل الدولتين. وأضاف أن المبعوث الأميركي أكد التزام الرئيس ترمب بالعمل مع الجانبين لتحقيق سلام دائم من خلال المفاوضات المباشرة، مشددا على أهمية عمل جميع الأطراف على نزع فتيل التوتر، لافتا إلى أن الجانبين الفلسطيني والأميركي أكدا تصميمهما المشترك على مكافحة العنف والإرهاب. كما لفت البيان إلى أن الاجتماع تطرق لتنمية الاقتصاد الفلسطيني وأهمية ضمان الفرص الاقتصادية للفلسطينيين، والتي من شأنها تعزيز آفاق سلام عادل وشامل ودائم. مماطلة نتنياهو كان مبعوث الرئيس الأميركي قد أجرى محادثات مع مسؤولين إسرائيليين ونقلت وسائل إعلام عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن المحادثات كانت معمقة وأن السلام يحتاج إلى مزيد من الوقت. وقالت مصادر إسرائيلية أن نتنياهو طلب من جرينبلات تمكينه من تنفيذ وعده بإقامة مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، لاستيعاب المستوطنين الذين تم إخلاؤهم من البؤرة الاستيطانية عامونه. ولكن مصادر فلسطينية قالت إن الرئيس الأميركي، يدرك أن الاستيطان سيصعب الأمور وإمكانيات التوصل إلى اتفاق سلام ولذلك سيعمل على كبح الاستيطان. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أشارت أمس إلى بوادر خلاف بين نتنياهو وترمب، بسبب تمسك الأخير بوقف العمليات الاستيطانية والدعوة إلى بدء مفاوضات مباشرة بدون شروط مسبقة.