×
محافظة المنطقة الشرقية

الإمارات رمز الإنسانية

صورة الخبر

البطريرك الماروني يؤكد حزب الله حزب سياسي مع أسلحة، موجود في البرلمان والحكومة والإدارة، وذهب إلى حد القول أن الفلسطينيين هم الذين صنعوا الحرب في لبنان عام 1975.العرب  [نُشر في 2017/03/13، العدد: 10570، ص(2)]يقطع مع المألوف بيروت – لا تزال تصريحات البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تلقي بظلالها على الساحة اللبنانية، خاصة وأن رجل الدين الماروني معروف عنه تجنبه التطرق للقضايا الخلافية مثل تدخل حزب الله في سوريا وأيضا الوجود الفلسطيني داخل لبنان. ووجه البطريرك الماروني في حوار مع قناة “سكاي نيوز” العربية، مؤخرا، انتقادات لاذعة لحزب الله الذي قال عنه إنه أحرج اللبنانيين وقسمهم بدخوله سوريا دون أن يقيم وزنا للدولة التي تبنت نهج “النأي بالنفس”. وأكد الراعي أن “حزب الله حزب سياسي مع أسلحة، موجود في البرلمان والحكومة والإدارة، وهناك مواطن يتساءل لماذا شريكي مسلح وأنا لا؟”، في انتقاد لسلاح الحزب. ورغم التزام حزب الله الصمت حيال تصريحات الراعي، بيد أن أوساطا قريبة منه عبرت عن دهشتها لما قاله، واعتبرت أن ما جاء به لم يكن اعتباطيا، معربة عن مخاوفها من تلقيه معطيات من مراجع دولية كبرى تفيد بأن المرحلة المقبلة عنوانها “مواجهة الحزب”. وتقول أوساط سياسية أخرى إن تصريحات الراعي هي رد غير مباشر على موقف الرئيس ميشال عون، الذي اعتبر أن سلاح حزب الله ضرورة في لبنان في ظل ضعف الجيش، وهو ما أثار استنكارا دوليا. ومعلوم أن الكاردينال مارة بشارة بطرس الراعي، لم يكن على وفاق تام مع عون في عدد من المحطات، وأبرزها فترة الفراغ الرئاسي، حيث أبدى بكركي آنذاك تبرمه من طرق التعاطي العوني مع الأزمة. واستقبلت عدة شخصيات وقوى لبنانية تصريحات الراعي الأخيرة بالتأييد، خاصة وأن تدخل حزب الله في سوريا، كان ولا يزال محل رفض من غالبية اللبنانيين، حتى من داخل حاضنته الشعبية، فضلا عن أن تمسكه بسلاحه يشكل تحديا كبيرا أمام الدولة، في ظل وجود قرارات دولية تطالب بسحب سلاح الميليشيات. وانخرط حزب الله منذ العام 2012 في القتال إلى جانب النظام السوري ضد المعارضة، بدافع من إيران. وعلى مدار السنوات الماضية تعرض لبنان بسبب هذا التدخل إلى العديد من العمليات التفجيرية خاصة في الضاحية الجنوبية معقل الحزب. ويخشى اليوم أن يدفع لبنان غاليا فاتورة هذا التدخل، بالنظر إلى المزاج الدولي المتغيّر بعد وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة. واعتبر وزير العدل الأسبق أشرف ريفي في بيان له أن “موقف الراعي يمثل جميع اللبنانيين المؤمنين بسيادة الدولة على أرضها والرافضين للسلاح غير الشرعي، الذي تحول إلى أداة للفوضى والغلبة في الداخل، وإلى ورقة تستعملها إيران في المنطقة”. ورأى عمار حوري عضو كتلة المستقبل أن “الراعي يطلق دائما المواقف الوطنيّة وهو منحاز للبنان وسيادته”. تصريحات الراعي المثيرة امتدت لتطال الوجود الفلسطيني في لبنان، والذي طالب من خلالها بضرورة إيجاد حل لهذه المعضلة. وذهب الراعي حد القول إن “الفلسطينيين هم الذين صنعوا الحرب في لبنان عام 1975”، وتساءل “لماذا لا يعودون؟”. وأثار تحميل الكاردينال للفلسطينيين وحدهم وزر الحرب الأهلية التي اندلعت في سبعينات القرن الماضي، ضجة كبيرة داخل الأوساط الفلسطينية. وقال المسؤول الإعلامي في الجبهة الديمقراطية فتحي كليب، إن وجود الفلسطينيين في لبنان ليس بإرادتهم، ودعا البطريرك إلى “ممارسة الضغط على المجتمع الدولي للمساعدة في عودة الفلسطينيين بدلا من التصريحات التحريضية”.