قدر مزارعون وتجار تمور في واحة الأحساء الزراعية، حجم الهدر السنوي لـ«أكمام» أكثر من 3 ملايين نخلة في الواحة بـ 30 مليون ريال سنوياً، وذلك جراء عدم الاستفادة من تلك «الأكمام» داخل المملكة، وذلك بتصديرها «خاما» بالكامل إلى دول أخرى مجاورة، لتحويلها وتصنيع منتج «ماء اللقاح»، ومن ثم إعادة توريد هذا المنتج بعد التصنيع إلى المملكة، وبيعه بالجملة والمفرق بسعر يتجاوز 10 أضعاف سعر المنتج الخام. صناعة تحويلية طلب المزارعون من وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، التدخل لدعم دعم المستثمرين ومنح التراخيص النظامية لإنشاء مصانع لاستقبال وشراء تلك «الأكمام» من المزارعين، وتصنيعها كمنتج تحويلي وهو «ماء اللقاح»، الذي يحظى بقوة شرائية كبيرة في جميع دول الخليج المجاورة، وله عدة استخدامات، كما طالب بعضهم بوقف تصدير تلك «الأكمام» بعد تشغيل هذه المصانع. وتنتشر خلال شهري فبراير ومارس من كل عام بالتزامن مع موعد تلقيح أشجار النخيل في الواحة، شاحنات كبيرة في مواقع عدة بالواحة، لشراء وتجميع «الأكمام» أو كما تعرف محلياً بـ«التلتال» ونقلها إلى دول خليجية مجاورة. أرباح مهدرة أشار شيخ سوق التمور المركزي في الأحساء، عضو اللجنة الزراعية في غرفة الأحساء عبدالحميد الحليبي لـ«الوطن»، إلى أن حمولة الشاحنة الواحدة يتم فيها تجميع «أكمام» بقيمة إجمالية تقدر بـ 18 ألف ريال، وبعد التصنيع يتم بيع الكمية المصنعة من ماء اللقاح بـ 180 ألف ريال، موضحاً أن النخلة الواحدة بها ما معدله 20 كماً، محذراً في الوقت نفسه من قطع «الأكمام» في المراحل الأولى من الموسم الزراعي الجديد، والتي قد تؤثر على جودة الثمار في وقت لاحق، موضحاً أن العمالة الوافدة من المزارعين، يقومون بقطع هذه الأكمام، وبيعها في نقاط الشراء المنتشرة بالواحة بأسعار زهيدة، حتى يستفيدوا من مبالغها. جدوى اقتصادية مدير مدينة الملك عبدالله العالمية للتمور «كاكد» التابعة لأمانة الأحساء المهندس محمد السماعيل شدد على أهمية إعادة استخدام «الأكمام» في الصناعات التحويلية الأخرى، داعياً الشركات والمصانع المحلية لتبنى الفكرة، لاسيما وأن المدينة طرحت أرضا صناعية استثمارية، وفكرة تحويل الأكمام إلى ماء لقاح من الأفكار الجديدة في الأحساء، وسيكون لها سوق كبير داخل وخارج الأحساء، مشيراً إلى أن لإدخال تلك الصناعة في الأحساء عدة فوائد وإيجابيات، من بينها: توليد وظائف للشباب والفتيات السعوديين والسعوديات، وتشجيع للصناعة الوطنية، وتعزيز الاقتصاد السعودي، علاوة على انخفاض السعر الشرائي للمنتج، مؤكداً أن نخيل الأحساء يمتاز بالجودة العالية لـ«الأكمام»، علاوة على وفرة المادة الأولية لصناعة ماء اللقاح. وأضاف حسن العمر «مزارع»، أن استمرار تصدير «الأكمام» للخارج يعنى استفادة دول أخرى، ومن الأولى الاستفادة منها داخليا خاصة أنه يتم استيرادها بعد إعادة تصنيعها بأسعار مرتفعة. إقبال خليجي يعقوب يوسف «سائق شاحنة» كشف لـ «الوطن» أنه يعمل لصالح مصنع خليجي متخصص في تصنيع «ماء اللقاح»، والمادة الأولية في تصنيعه هي «الأكمام»، ويحرص هذا المصنع على شراء «الأكمام» من واحة الأحساء الزراعية لجودتها العالية، موضحاً أن سعر الربطة الواحدة التي بها 10 أكمام في حال الجودة المناسبة لصنف الخلاص تصل إلى 7 ريالات للربطة الواحدة، فيما تبدأ أسعار الربطة الواحدة للأصناف الأخرى من 3 ريالات إلى 6 ريالات تبعاً لمستوى الجودة والصنف. وأضاف أن المصنع لديه 4 شاحنات لشراء وجمع «الأكمام» من المزارعين في الأحساء، ويبدؤون العمل من الساعة السابعة صباحاً حتى الواحدة ظهراً، ويتخذون مواقع تتوسط النطاقات الزراعية.