كشف مواطن سعودي عن معاناته المريرة في أعقاب سحب الجنسية منه قبل 23 عاما، عقب اتهامه بأنه يحمل الجنسية المصرية، ما تسبب بترحيله عن بلده وتركه عمله وحرمانه من أبنائه لأكثر من 20 عاما. وقال المواطن مجدي سعد فيصل الحربي خلال استضافته ببرنامج الثامنة مساء أمس (الاثنين) إنه ولد في جدة عام 1382هـ، ثم توفي أبوه وأمه حينما كان في سن السادسة، فقام على تربيته شيخ يدعى جمال تركي مع أبنائه في حارة اليمن، مضيفا: لم أخرج من منزله حتى تزوجت، حيث كنت أعمل لديه كمعقب في الدوائر الحكومية، وفي عام 1405هـ تخرجت من معهد الجوازات بالرياض، وكنت الأول على دفعتي، عشت بعدها حياة عادية جداً، فتم تعييني برتبة رقيب فني في إدارة الحاسب الآلي بمدينة الرياض التي كانت حينها إدارة جديدة، وكنت أتردد على جدة لزيارة أبنائي أوقات الإجازات. وأضاف: بدأت المشكلة عام 1405هـ بعد تخرجي من المعهد بعدة أشهر، حيث كنت ذاهبا إلى العمل لأجد ثلاثة ضباط قابلوني في مواقف السيارات وأخبروني بأني موقوف عن العمل، وحينما سألتهم عن السبب أخذوني وقالوا لي اذهب الآن معنا ثم اسأل، جلست بعدها في التوقيف خمسة أيام لا أعلم سبب إيقافي. وتابع: بعدها تم إحضاري إلى مقدم ببدلتي العسكرية التي تحمل اسمي، فسألني سؤالا استفزازيا (ما هو اسمك؟)، وشكك في اسمي وأخبرني أني لست مجدي سعد فيصل سلمان الحربي، ثم قال إنني شخص مصري تخلف في السعودية خلال أدائه للعمرة عام 1398هـ، وإنني قمت بتزوير الجنسية السعودية. وأكمل: رددت عليه بأني سعودي وأني أحمل جميع الوثائق والشهادات والمستندات التي تثبت أنني مواطن سعودي، وأن اتهاماتهم بلا أي دليل، فقابلت بعدها مدير عام الجوازات في مكة الفريق أسعد عبدالكريم الفريح، الذي أخبرني بأنه صدر قرار بسحب الجنسية السعودية مني ولكن مع منحي حق الإقامة بجواز سفر سعودي، ثم قام باستخراج إقامة لي بنفس اسمي المكتوب في الجنسية السعودية لكني رفضت استلامها. وتساءل: الغريب في الأمر هو أني لو كنت مصريا وباسم مجدي سعد حسين كما يدعون، فلماذا لم يتم استخراج الإقامة بنفس هذا الاسم، بدلا من إصدارها باسمي السعودي الحقيقي؟. ولفت إلى أنه عقب ترحيله طُرد من قبل السفارة السعودية في مصر حين حاول زيارتها وتمت معاملته كـالشحاذ، بعد محاولته الحديث مع السفير، كما أن السفارة تخلت عن دورها في مساعدته، ما جعله يعيش على صدقات أهل الخير، مضيفا: في المرة الأخيرة التي راجعت فيها السفارة قامت السكرتيرة بطردي، وأخبرتني أني لا أملك شيئا لديهم، كوني مواطنا غير سعودي، وحذرتني من الحضور مجدداً للسفارة. وتابع الحربي: الحكومة المصرية لم تجد أي وثيقة تثبت أنني مصري وأصدروا لي ورقة بذلك، وسبب ظهوري في البرنامج هو محاولة إيصال صوتي لخادم الحرمين الذي لا يرضى بالظلم والهوان لأي مواطن، ولا يرضى أن يعامل أحد أبنائه كـ(كلب من كلاب الشوارع) أو أن يحرم من أبنائه لأكثر من 20 عاما، مبينا أنه حاول الانتحار وقام بالقفز في النيل وكتبت الصحف عن الحادثة، ولكن لم يسأل عنه أحد. من جانبها، قالت زوجته السابقة أم نايف إنها تزوجت الحربي وهو مسجل في الأوراق وقت الزواج أنه سعودي وتطلقت منه وهو لا يزال على جنسيته السعودية، مشيرة إلى أنهم طلبوا منها عقب تلك الحادثة تصحيح وضع أبنائها باعتبارهم أجانب، مبينة أنها ذهبت لسفارة مصر فقالوا ليسوا مصريين فيما تقول الداخلية السعودية إنهم مصريون. ولفتت إلى أن ولديها تم منحهما الجنسية السعودية بحكم أن إمهما سعودية، فيما البنتان لديهما إقامة كمصريتين.