لدى دخوله مراسم عزاء أقيمت في ذكرى وفاة السيدة فاطمة الزهراء، مساء أمس الأول، في بيت المرشد الأعلى علي خامنئي، واجه الرئيس الإيراني حسن روحاني هتافات وشعارات شديدة التهكم من حشود غاضبة تتهمه بأنه «منافق ومتلاعب وذو وجهين». ورغم إشارة خامنئي للحاضرين بالتروي، استمر الجمهور في ترديد الشعارات حتى اضطر روحاني إلى الخروج من المراسم، لأن بقاءه كان من شأنه أن يؤدي إلى إعاقتها. وتوعد الحاضرون، عبر شعاراتهم، بطرد روحاني من منصب رئاسة الجمهورية في الانتخابات المقبلة، كما طردوه من مراسم العزاء. وتواجه حكومة روحاني حملات عنيفة من المحافظين والإصلاحيين قبل نحو ثلاثة أشهر من انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، حيث يضغط الإصلاحيون على روحاني ليخرج من عباءة المعتدلين ويلتحق علناً بالإصلاحيين، في حين يحاول المحافظون استغلال فشله في تنفيذ وعوده الانتخابية وحل المشاكل الاقتصادية للبلاد ليُسقِطوا حكومته في الانتخابات المقبلة. في غضون ذلك، كشفت مصادر في مكتب المرشد الأعلى، أن المشرف على منظمة الحج الإيرانية حميد محمدي أرسل تقريراً إلى خامنئي أكد فيه، أن المفاوضات مع الجانب السعودي كانت على عكس توقعات الوفد الإيراني، الذي لمس تصرفاً إيجابياً من سلطات المملكة. وأشارت المصادر إلى أن محمدي أوضح لخامنئي، في تقريره، أن الجانب السعودي وافق على معظم الطلبات الإيرانية، في حين سيرد على باقيها قريباً بجلسة مقبلة. ووفق التقرير، فإن المملكة تعهدت بضمان أمن الحجاج الإيرانيين وسلامتهم، وستبحث طريقة لتسهيل حصولهم على التأشيرات، وأخرى لحصولهم على خدمات قنصلية خلال موسم الحج، رغم قطع العلاقات بين البلدين، ومن المقرر أن يتلقى الوفد الإيراني رداً على مقترحه بالنسبة للخدمات القنصلية في الاجتماع المقبل. وفي حين أشار إلى أن الجانب السعودي أفاده بأن الشرطيين السعوديين، اللذين اعتديا على شابين إيرانيين في مطار جدة، حُكم عليهما بالسجن ومازالا مسجونين، حذر محمدي، في تقريره، من أن السلطات السعودية لديها حساسية من تحويل مراسم الحج العقائدية إلى سياسية، وأنها لن تقبل أي تحرك سياسي في الموسم المقبل، وعليه فإنها لن تقف في طريق الإيرانيين، ولكن إذا ما أرادوا استغلال المناسك لأغراض سياسية فإنها لن تسمح بذلك، ولهذا فعلى طهران أن تغير طلبات من شأنها أن تعطي الحج صبغة سياسية. وطلب محمدي من خامنئي إعطاءه الإذن، خلال الجلسة المقبلة بين الوفدين، للتراجع عن طلبات يمكن أن تتحول إلى خلاف، يصبح عائقاً أمام حج الإيرانيين إلى بيت الله الحرام هذا العام.