من هذا المسمى يتضح أن هذه الهيئة تختص بالتعليم وشؤونه من منهج – ومعلم وطالب – ومبنى مدرسة، أُنشئت هذه الهيئة منذ سنين، ولكن حال التعليم لم يتغير على الرغم من الميزانيات الضخمة التي رصدت لها. لا نريد أنظمة للموارد المالية والبشرية، وتطبيقها للتقنية، وحلولها الإلكترونية، ومنهجية تطوير هذه الخدمات، بحيث تكون هي أساس عمل لها، وشغلها الشاغل على حساب عملها الأساسي والأولي. أين هي من المناهج والكتب التي يحملها الطالب في الصف الأول الابتدائي أو الصف الثاني على رقبته أو على ظهره، وهي التي لا يستطيع أن يحملها أو ينزلها إلا بمساعدة، وهذا حالنا من سنين طوال، كتب ومناهج تطبع كل عام بالمليارات، توزع على طلاب وطالبات التعليم العام وبعض المدارس، في المناطق النائية يمر وقت على تلك المدارس لا يتم فيها توزيع المناهج أو بعضها، ويبقى البعض الآخر معلقا كحال منهج (مادة اللغة الإنجليزية مثلا)، والطامة الكبرى أن هذه المناهج قد تطبع وتوزع دون مراجعتها، والدليل على ذلك وجود أخطاء ومعلومات لا تتفق مع الواقع مثل جملة (الخليج الفارسي)، في مادة الجغرافيا، أو أغلاط في بعض الآيات الكريمة من القرآن الكريم، أو بعض الأحاديث النبوية. ألم تفكر هذه الهيئة عند تقويمها لعملية التعليم، في قيمة هذه الكتب التي يقرؤها الطالب ويقوم بحفظها وترديدها دون معرفة معناها، لأنه لم يتلق المعلومة من معلمه أو مدرسه بعد تحليل أو تفكيك الكلمة أو الحرف، لو كان هناك لوح (إلكتروني) تحفظ فيه المادة من كل كتاب يحمله الطالب أو الطالبة، ويقرأ ويكتب فيه ويحلل ويعرف الحرف والكلمة والجملة، بحيث يستوعبها ويعرف معناها، لكان الأمر أفضل. لاسيما أن جميع طلابنا وطالباتنا الصغار والكبار في التعليم العام يجيدون العمل على هذه الألواح الإلكترونية. سوف تكون هذه العملية أجدى وأنفع وأقل تكلفة من طبع هذه المقررات والمناهج الورقية، التي ترمى وتمزق في نهاية كل عام دراسي، أما تأمين لوح إلكتروني لكل طالب أو طالبة، فسوف يبقى لسنين طويلة، يستطيع الطالب أن ينتقل به كلما ارتقى من فصل دراسي إلى آخر، كذلك الهيئة لم تتدخل في تقويم الطلاب من حيث بعض سلوكهم المضاد للنفس والأسرة والمدرسة والمجتمع، لذا لم تقترح الهيئة توظيف (أخصائيين أو باحثين اجتماعيين) من خريجي كليات الخدمة الاجتماعية، من أجل دراسة وعلاج ما يطرأ على بعض الطلاب من سلوك غير مناسب، لأنه هو الأقرب والأنفع في علاج هذه المشاكل في الوسط المدرسي، خاصة في هذه الأيام المشحونة بالتوتر والمشاكل، وليس (المرشد الطلابي) مع احترامنا له، لأنه ليس متخصصا ولم يدرس مبادئ الخدمة الاجتماعية وعلومها (من علم نفس وعلم اجتماع – وخدمة فرد – خدمة جماعة – وخدمة مجتمع). كذلك بعض المعلمين ما زالوا يعيشون بعقلية وتفكير عفا عليه الزمن، ويعتبرون الدراسة في المدارس هي فقط (تعليم) بالشدة والضرب والتعسف حتى مع الأطفال الصغار، وليس عبر تربية وتقويم الأخلاق والسلوك، والتعليم عن طريق اللعب، فالهيئة مطالبة بغربلة بعض من يحمل هذه الأفكار تجاه العملية التعليمية، إذ أصبحت بعض الأوساط البيئية المدرسية عامل طرد لا عامل جذب للطلاب. أما المباني المدرسية ومشاكلها في أساس المبنى فحدث ولا حرج، ويطول عرضها وشرحها، لأن بعضها مستأجر، حيث تتحول المطابخ في هذه المباني إلى (مختبر، مجلس للرجال، غرفة للمدير والمعلمين والمدرسين... إلخ). من وجهة نظري، التعليم لن يكتمل ويصبح تربية وتعليما إلا بتكامل (المنهج – المعلم – الطالب – المبنى).