يمتلك مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض مركزاً طبياً متميزاً يُعنى بتقديم خدمات الرعاية الطبية التخصصية في مجال أمراض وجراحة القلب للأطفال والكبار، على حدٍ سواء، وفقاً لأعلى المعايير العالمية، حيث يتم معاينة الحالات وتقييمها في عيادات متعددة الاختصاصات وبواسطة أطباء استشاريين ذوي تدريب معتمد في تخصصات دقيقة من أفضل المراكز العالمية المتخصصة. وأوضح مدير مركز القلب بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض الدكتور جهاد البريكي ل "الرياض"، أن المركز تندرج تحت مظلته أربع شُعب تشمل شعبة أمراض القلب للبالغين، وشعبة أمراض القلب للأطفال، وشعبة جراحة القلب، إضافة إلى شعبة الرعاية الحرجة لجراحة القلب، الأمر الذي يُمكن المركز من الالتزام بتلبية الحاجة المتزايدة لعلاج الحالات المعقدة لمرضى القلب بواسطة فريق طبي مؤهل بخبرات كبيرة ومدعوماً بأحدث التقنيات الطبية والجراحية. وأشار الدكتور البريكي إلى أن مركز القلب يطبق أحدث الأساليب الطبية لتشخيص الحالات المعقدة باستخدام تصوير القلب بالصدى ثلاثي الأبعاد، والرنين المغناطيسي، والأشعة النووية، مما أهله إلى أن يكون مركزاً مرجعياً في أساليب التشخيص الإشعاعي، كما حرص المركز على اعتماد أحدث الأساليب العلاجية لأمراض القلب المختلفة والتي ميزته على المستوى العالمي من خلال خدمات وبرامج تشخيصية وعلاجية مختلفة. قسطرة القلب التداخلية وبين الدكتور هاني السرجاني رئيس شعبة أمراض القلب للكبار أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث يوفر أحدث تقنيات القسطرة التداخلية التي تغني عن اللجوء لعمليات القلب المفتوح في كثير من الحالات، ويمتلك برنامج القسطرة أحدث التقنيات المعتمدة لعلاج مرضى تصلب الشرايين التاجية، وأمراض الصمامات، وأمراض القلب الخلقية، حيث يعتبر مركز القلب بالمستشفى التخصصي رائداً في علاج مثل هذه الحالات على مستوى المنطقة. نشر 40% من مجموع أبحاث قلب الأطفال لدول المنطقة على مدى ربع قرن زراعة الصمام التاجي بالقسطرة وأوضح الدكتور السرجاني أن برنامج القسطرة نجح في تطبيق أسلوب طبي متطور من خلال زراعة صمام صناعي داخل صمام صناعي تاجي متآكل عن طريق القسطرة التداخلية، كأول مركز يقوم بهذا الإجراء المعقد في المنطقة، ويتم ذلك بإدخال الصمام الصناعي الجديد إلى القلب عبر فتحة صغيرة من خلال القسطرة التداخلية ودون الحاجة إلى جهاز تروية القلب الصناعي، ومن ثم نفخه ببالون وزراعته داخل الصمام الصناعي القديم المتآكل في غضون نحو 90 دقيقة، ويعتبر هذا البرنامج هو الوحيد في المنطقة لعلاج مثل هذه الحالات دون اللجوء إلى الجراحة التقليدية. وقد استخدم أسلوب القسطرة التداخلية في المستشفى التخصصي ومستشفيات محلية أخرى منذ بضعة أعوام لزراعة الصمام الأبهر بالذات، إلا أنه يطبق للمرة الأولى بالمستشفى التخصصي وعلى مستوى المنطقة لزراعة الصمام التاجي نظراً لحداثة تطبيق هذا الأسلوب والذي لم يتم إجراؤه إلا في عدد محدود من المراكز الطبية العالمية الرائدة. زراعة الصمام الأبهر بالقسطرة ومن العمليات المعقدة الأخرى التي نجح مركز القلب في المستشفى التخصصي في إجرائها بهذا المجال، زراعة الصمام الأبهر بواسطة القسطرة مع وجود صمام معدني تاجي، وهو إجراء طبق حديثاً على نطاق محدود في بعض المراكز الطبية الرائدة في العالم، فيما استطاع التخصصي تطبيقه ولأول مرة في المنطقة بحسب الدكتور السرجاني. وأضاف أن هذا الإجراء يتم عبر إدخال صمام نسيجي مباشرة عن طريق الشريان الأبهر بواسطة القسطرة، ويساعد هذا الأسلوب الحديث في تثبيت الصمام دون التأثير على الصمام المعدني المجاور. أجرى عمليات معقدة لزراعة الصمامات للكبار والصغار بالقسطرة التداخلية وكان خبراء من مستشفى (سان تومس) بلندن، الذي يعد أحد المراكز الرائدة في زراعة الصمامات، قد أوصوا بأهمية العمل بالتطبيق الذي استخدمه المستشفى التخصصي لاعتماده في المستقبل لعلاج مثل هذه الحالات إثر اطلاعهم على العملية. علاج الأطفال بالقسطرة وفي مجال العلاج بالقسطرة، أكد الدكتور غسان سيبليني رئيس شعبة أمراض القلب للأطفال أن علاج حالات الأطفال بالقسطرة التداخلية يعد من الأساليب الحديثة المقدمة في مركز القلب، والتي تستخدم في زراعة الصمامات الحيوية داخل الصمام الرئوي، ويعتبر المستشفى التخصصي مركزاً عالمياً رائداً في هذا الإجراء، وقد نظم ورش عمل لتدريب الأطباء من داخل وخارج المملكة في هذا المجال. كما يتم بواسطة هذه التقنية علاج حالات الثقوب داخل تجويف القلب، وتوسيع الصمامات، بالإضافة إلى القسطرة التشخيصية للأطفال. زراعة القلب من جانبه بين الدكتور جهاد البريكي أن المستشفى يمتلك برنامجاً متطوراً لزراعة القلب، يعد أكثر البرامج نشاطاً على مستوى المملكة خلال ربع قرن مضى، حيث بلغ عدد العمليات التي أجراها منذ انطلاقته عام 1989م وحتى الأن 180 عملية، بنسبة نجاح تصل إلى 88%، فيما بلغ المعدل النسبي لبقاء المرضى أحياء بعد 5 سنوات من إجراء الزراعة نحو 80% من مجموع المرضى، وهي نتيجة مماثلة لمعدلات المراكز العالمية المتقدمة. وكان البرنامج قد أجرى 19 عملية خلال العام الماضي 2012م بزيادة تقدر بنحو 26% عن العام السابق كمؤشر على التطور الكمي، أما من الناحية النوعية فإن البرنامج ينفرد على المستوى المحلي بقدرته على زراعة القلب للأطفال دون سن الرابعة عشرة، حيث وصل مجموع حالات زراعة القلب للأطفال منذ إنشاء البرنامج إلى 7 حالات أصغرها لطفلة تبلغ 11 عاماً. ويستخدم البرنامج العديد من التقنيات المتطورة، من أهمها جهاز مساعد عضلة القلب (VAD)، الذي يستخدم للمرضى المصابين بالفشل أو الهبوط القلبي الشديد ما قد يؤثر على بقية أعضاء الجسم، وبالتالي يمكن بواسطة الجهاز المحافظة على حياة المريض حتى يتم العثور على متبرع مناسب لإجراء زراعة القلب بإذن الله، وقد تم الاستفادة من الجهاز لعلاج عدد من المرضى في المستشفى بنجاح تام إلى أن تم إجراء عملية زراعة قلب لهم ساهمت في عودتهم لمزاولة حياتهم الطبيعية. ويهدف البرنامج إلى زيادة عدد العمليات في حال توافر الأعضاء المتبرع بها من المتوفين دماغياً لإنقاذ حياة عدد أكبر من المرضى، بالإضافة إلى تطوير البرنامج من الناحية التقنية، وإجراء المزيد من عمليات الزراعة للمرضى الأطفال. كهربائية القلب ويمتلك مركز القلب في المستشفى التخصصي وحدة متطورة لكهربائية القلب وبحسب رئيس الوحدة الدكتور بندر الغامدي فإن وحدة كهربائية القلب تعالج العديد من أمراض اضطراب نبضات القلب للصغار والبالغين بأساليب متطورة، تشمل القسطرة العلاجية، وزراعة الأجهزة المنظمة والصاعقة وأجهزة إعادة التناغم القلبي لعلاج ضعف عضلة القلب. وقد أدخل المركز حديثاً تقنية القسطرة الكهربائية باستخدام الروبوت، وذلك بإجرائه سلسلة عمليات قساطر قلبية ناجحة ل7 مرضى تراوحت أعمارهم ما بين 17 إلى 54 عاماً، تعاني في مجملها من حالات اضطراب النبض وتسارعه، مثل حالات الرجفان الأذيني، وحالات تسارع نبضات القلب البطيني، وحالات تسارع نبضات القلب الناجمة عن اصلاح التشوهات القلبية، وحالات تسارع نبضات القلب الأذيني. وتُمَكن هذه التقنية الفريق الطبي من التحكم عن بعد لإيصال القسطرة القلبية داخل تجويف القلب في أماكن دقيقة ليس من السهل الوصول إليها باستخدام القساطر التقليدية. وقد أنهى الفريق الطبي بالمستشفى التخصصي تدريبات مكثفة في مجال قساطر القلب الكهربائية بجانب خبراء من مستشفى (لندن بريدج) ومن جامعة (أكسفورد) في بريطانيا، وذلك من أجل التعرف على جهاز الذراع الآلية الحديث وخواص استخداماته في معالجة الحالات المرضية، حيث تتميز هذه التقنية بالفعالية سواءً بالنسبة للفرق الطبية أو المرضى، وتتركز أهم الفروقات النوعية لهذا الجهاز في اختصار زمن عملية قسطرة كهربائية القلب إلى النصف تقريباً، وبالتالي إمكانية استيعاب أكبر عدد من المرضى، وعمل قساطر قلبية بدرجة أمان عالية جداً باستخدام تقنيات جديدة لم تكن متوفرة سابقاً. وتشير الدراسات العلمية إلى أن استخدام الروبوت يقلل من تعرض المريض والفريق المعالج لمخاطر الأشعة السينية بالمقارنة مع القسطرة التقليدية التي يتم توجيهها يدوياً. أمراض الوراثة للقلب والأوعية الدموية من جهته أوضح الدكتور ماجد الفياض نائب مدير مركز القلب بالمستشفى التخصصي أن المركز بالتعاون مع قسم الأمراض الوراثية في المستشفى يقوم بتقديم خدمات متكاملة للمصابين بأمراض القلب الوراثية عبر برنامج متخصص، وذلك بهدف تحديد التشخيص الجيني الدقيق، وإعطاء التوصية الوراثية، ومتابعة المريض مع بقية أفراد عائلته. وأشار إلى أن هذه الخدمة بشكلها المتكامل تعد فريدة من نوعها على مستوى المنطقة، حيث يواكب هذا البرنامج مختبر يشرف عليه أطباء وباحثون سعوديون في مركز الأبحاث بالمستشفى التخصصي للعمل على اكتشاف المورثات الجينية الحاملة لأمراض القلب في المجتمع السعودي بشكل خاص، إضافة إلى تعاونه مع عدد من المراكز العالمية المتقدمة. وتكمن أهمية هذا البرنامج نظراً لوجود انتشار كبير لأمراض القلب الوراثية في أوساط المجتمع السعودي، نتيجة لأسباب متعددة أهمها زواج الأقارب، الأمر الذي يحتاج إلى بذل الجهد للحد من انتشار هذه الأمراض عبر تقديم المشورة الوراثية للمرضى وعوائلهم، وعمل التشخيص الوراثي للأجنة قبل الحمل، والتلقيح الصناعي بالأجنة السليمة، وهي تقنيات طبية متطورة يتميز بها المستشفى التخصصي والتي لا تتوافر إلا في عدد محدود من المراكز الطبية حول العالم. أبحاث القلب وأضاف الدكتور الفياض أن مركز القلب يقوم بإجراء الأبحاث السريرية والمخبرية على أسس البحث العلمي واشتراطاته المعمول بها دولياً، بما يتواءم مع أخلاقيات الطب من إخبار المريض وأخذ موافقته الخطية مسبقاً. وقام المركز بإنشاء قاعدة بيانات تشمل مختلف الفحوصات والإجراءات الطبية اليومية التي يتم تحديثها تلقائياً لتسهيل إجراء الأبحاث العلمية. ونتيجة لذلك فإن المركز يشارك سنوياً في العديد من المؤتمرات الدولية بأوراق علمية أهلته لاحتلال مركز مرموق على المستويين المحلي والعالمي. ففي دراسة علمية نشرتها مؤخراً مجلة أمراض قلب الأطفال الصادرة في بريطانياً، تَبَيَن أن مركز القلب في المستشفى التخصصي قام بنشر ما يعادل 42% من مجوع الدراسات الصادرة من دول المنطقة في هذا المجال خلال ال25 عاماً الماضية، مما يؤكد المكانة العلمية الرفيعة التي وصل لها مركز القلب. وقد حصل المركز على العديد من المنح البحثية من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، إضافة إلى تعاونه مع مؤسسات بحثية مرموقة محلياً ودولياً سواءً من ناحية التعاون العلمي أو تمويل المشاريع البحثية، ومن أهمها جامعة الملك سعود، ووزارة الصحة، وجامعتي (هارفارد) و(ييل) الأمريكيتين، وجامعة (بافيا) الإيطالية. الشهادات والاعتمادات وأكد الدكتور جهاد البريكي أن مركز القلب بالمستشفى التخصصي يعتمد على تطبيق أعلى معايير الجودة النوعية والأمان لخدمة المرضى، ونتيجة لذلك فقد حاز على العديد من شهادات الاعتماد من أهم المراكز العالمية في مختلف التخصصات الدقيقة للقلب، وكان آخرها حصوله على شهادة تميز واعتماد مختبر القسطرة كمركز يطبق المعايير المعتمدة عالمياً من منظمة اعتماد التميز لأمراض القلب والأوعية الدموية (ACE) بمدينة (واشنطن) الأمريكية، وبذلك يكون أول مركز طبي عالمي يُمنح هذا الاعتماد خارج الولايات المتحدة الأمريكية، نظراً لتطبيقه أعلى المعايير الطبية وفق آلية عمل فعّالة وامتلاكه كفاءات طبية مميزة، هذا بالإضافة إلى الاعتماد الذي حصل عليه المستشفى قبل ذلك من جمعية مراكز آلام الصدر بولاية (أوهايو) الأمريكية، كمركز لتقييم وعلاج حالات آلام الصدر الحرجة، ويعد بذلك أول مركز طبي في المملكة يحوز هذا الاعتماد، والثاني على مستوى المنطقة.