شاءت الظروف المناخية المطيرة أن تكون سببا في تأجيل الجولة الحادية عشرة من دوري الدرجة الأولى لكرة القدم لتكون الجولة الثانية عشرة جولة حسم الصدارة بين الفريقين المرشحين للمنافسة على صدارة الترتيب وهما المنامة (المتصدر حاليا) والمحرق (تالي الصدارة)، ومعهما المالكية (تالي تالي الصدارة) والذي يأمل أن تأتي النتيجة بينهما لمصلحته، من خلال القمة التي تجمعهما (السبت). وستكون ميزة قمة الجولة بين فريقي المنامة والمحرق أنها تمثل المباراة (البروفة) لهما قبل أن يتواجها يوم الثاني من مارس ( المقبل) في نهائي أغلى الكؤوس، وهو النهائي الجماهيري الذي يصله المنامة للمرة الأولى في تاريخه، بينما يصله المحرق للمرة العشرين، ويريد اللقب للمرة التاسعة عشر! ويرشح كثيرون قمة الجولة لأن تكون الأقوى والأكثر إثارة، ويريدها كل واحد من الفريقين بأن تكون نهايتها لصالحه، ويمكن أن تمنحه الدافع في النهائي المرتقب، وقد يكون المنامة أكثر تهيئة وتكاملا من المحرق والذي كان قبل أيام في مواجهة قوية بمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي وافتقد بعض لاعبيه المؤثرين مؤخرا، وعلى رأسهم حسين علي بابا (صمام أمان الدفاع) وغاب سالمو عن مواجهة صحم، وأن مؤثرات لقاء مسقط يمكن أن تلقي بظلالها على لقاء الفريقين، لأن المنامة يريد أن تكون تلك المؤثرات لصالحه، ولكن من سيخرج بالفوز من الموقعة (البروفة) لن يكون شرطا أنه المرشح للفوز بأغلى الكؤوس. وبمثل ما هو البحث عن مباريات قوية، فإن البحث أيضا عن حضور جماهيري لمباريات الجولة 12، فبعد تأجيل الجولة 11 وترحيل الكلاسيكو، يتطلع الجميع لأن يكون لقاء المنامة والمحرق أن يأتي جماهيريا، وبالذات بعد أن بدأت جماهير المنامة تزحف وراء فريقها، وهي ترى أنه يحتاج الى دعمها كما فعل في الدور النصف النهائي أمام الشباب وكما تفعل جماهيرها السلاوية دائما، وبمثل ما سيكون لقاء القمة بروفة فنية، فهو أيضا بروفة جماهيرية. والجولة الثانية عشرة تحمل خمس مباريات، ففي الخامسة من يوم السبت ستلتقي المالكية و البحرين على إستاد خليفة، وفي ذات القمة وعلى ستاد البحرين الوطني يلتقي فريقا المحرق والمنامة، وبعدها مباشرة وعلى نفس الملعب يلتقي فريقا الأهلي و الحد، بينما يوم الأحد يلتقي فريقا الرفاع الشرقي والنجمة على ستاد البحرين الوطني في الخامسة وعشر دقائق، ثم يلتقي فريقا الرفاع والحالة على نفس الملعب. ولعل لعبة الكراسي الموسيقية لكل المراكز من القمة الى القاع والتي اشتعلت من بداية القسم الثاني يمكن أن تفرز مباريات قوية في الجولة الثانية عشرة، فالمراكز يمكن أن تتغير، فالصدارة حاليا تقوم بين ثلاثة المنامة 20 – المحرق 18 – المالكية 18 – الأهلي 14 - الرفاع 13 – الحد 13 – النجمة 13 – الرفاع الشرقي 9 – البحرين 7 – الحالة 7، ولذا فإن النتائج يمكن أن تغير مواقع الفرق الثلاثة الأولى، وهذا رهن بفوز المحرق والمالكية، أو انتهاء مباراة القمة بالتعادل وفوز المالكية، والأخير سيلتقي البحرين، وفي الحالتين البحرين يريد أن يخطف فوزه الأول من هذا اللقاء وأيضا يهرب من مؤخرة الترتيب. وفي وسط الترتيب تتمنى الفرق أن تهدر النقاط بين أندية القمة، فيكون المجال أمامها رحبا للاقتراب بصورة أكبر، فالتعادل في قمة الجولة، يغري أندية الوسط لتقريب النقاط بصورة كبيرة، وهو ما يأمله مثلا فريقا الأهلي والحد اللذان سيتواجهان (السبت)، وأعتقد أن البروفة التي أخذها الحد من لقاء الكأس الآسيوية سيكون مفيدا له في مواجهة الأهلي، والفوز سيكون عنوانا للفريقين وهما في أمل أن يقتربا من الصدارة إذا ما جاءت النتائج لمصلحتهما. وليس الأهلي والحد وحدهما يأملان أن تتغربل نتائج فرق القمة لمصلحتهما، فالرفاع والنجمة هما أيضا يريدان الخروج بالفوز وأيضا أن يكونا قريبين من فرق الصدارة، وبالذات أن ثماني جولات يمكن أن يحدث فيهما الكثير، فالرفاع الذي تعثر بالتعادل الجولة الماضية، لا يريد أن يتكرر الأمر ذاته حين يلتقي في الجولة فريق الحالة الذي يتذيل الترتيب حاليا، ولا يريد أن يظل فيه، وأعتقد أن الموقف لن يكون سهلا للرفاع الذي يأمل أن تكون أبواب المنافسة مشرعة أمامه بعدما ودع أغلى الكؤوس ومن قبلها البطولة العربية، أما الحالة فبالتأكيد هو يستذكر المواسم السابقة التي كان ينهض خلالها بإيجابية من ذلك الصراع. أما النجمة فسيلتقي الرفاع الشرقي، وهو أيضا يطمح في الثلاث نقاط التي تمكنه من المنافسة على المراكز المتقدمة في ظل الاهتمام الكبير من قبل مجلس الإدارة بدعم الفريق، وأيضا الطموح الذي يراود المدرب الوطني علي عاشور للتأكيد أن الإضافات التي أوجدها في القسم الثاني يمكن أن تساعده على تحقيق طموحاته، أما الرفاع الشرقي فلا يرضى أن يكون ضمن المتأخرين، وبالتالي فهو يطمح في النقاط الثلاث كما يطمح فيها النجمة، والفريقان يمكن أن يقدما مباراة جيدة في مستواها الفني.