القاهرة - كان مصطفى أشرف وجاسمين -أقرب زميلاته في سن البراءة- ضحية لتنمر رفاقهما في المدرسة. كان كلاهما ضحيتين لهذا السلوك الذي ينطوي على مضايقات من زملاء أقوى منهم بنيانا أو أكثر منهم ميلا للعدوانية. وعندما انتحرت جاسمين قبل ثماني سنوات اتخذ مصطفى قرارا وعهدا بأن يسعى عندما يكبر لمكافحة تنمر التلاميذ على زملائهم في المدارس. يبلغ مصطفى من العمر الآن 19 عاما وكان عمره عندما انتحرت جاسمين 11 سنة. ومن خلال حملته بعنوان "الباحثون عن النصيحة" يقيم مصطفى ورشات عمل لمكافحة التنمر. ويقول "أنا بدأت لما صحبتي انتحرت من ثمن سنين وكنا إحنا الاتنين بنتعرض للتنمر كثير.. كثير أوي. فبدأت الحملة ضد التنمر دي في 2014 بعد ما خلصت المدارس وكدة. كان عندي وقت فاضي. بدأنا نروح المدارس وبدأنا نقولهم احنا عايزين نعمل (الحملة) دي". ومنذ بدئها زارت الحملة ثمانية مدارس -بعدد السنوات التي غيب الموت فيها جاسمين حتى الآن. وتضم المجموعة عشرة أعضاء جميعهم تعرضوا لتنمر زملائهم في المدارس في الصغر. وتشتمل أنشطة الحملة على عروض وجلسات أسئلة وأجوبة. كما يتحدث الأعضاء عن تجاربهم الشخصية التي تعرضوا فيها للتنمر ويقدمون للأطفال النصح والمساعدة. وقال أشرف "النهاردة إحنا بنتكلم عن الحملة بنتكلم عن يعني أيه الباحثين عن النصيحة (بالإنجليزية) وازاي بدأ. وإزاي اللي كل إللي حصل أدى إلى ماذا. وبنتكلم عن التنمر وبنلعب أنشطة كثيرة وبنلعب مع العيال بنكلمهم وبنهزر معهم عشان محدش بيحب يقعد في محاضرة يسمع حد بيتكلم عن حاجة اسمها التنمر". تستهدف الحملة كذلك المعلمين وتدربهم على وسائل التعرف على الأطفال الذين يعانون من التنمر والتدخل في حالة تعرض أحد تلاميذهم لتنمر زملائه عليه. وقالت معلمة تدعى جيرالدين "نحن بحاجة لمعرفة المزيد.. وبحاجة لمعرفة المزيد عن التنمر (استعراض القوة واستخدامها) لأنني أعتقد أنه جديد على مصر.. وهناك الكثير منه في الخارج وهناك أشخاص يتولون مهمة الرعاية والاهتمام بهذا الأمر.. لكنه شيء جديد في مصر على أعتقد ونحن حقا بحاجة إلى معرفة المزيد عنه". وأضافت معلمة تدعى صاندي "ممكن يتعمل أكثر لأن الأطفال مش فاهمين الموضوع أوي. مش بحس إنهم فهمين. مش فهمين إن دي حاجة ممكن توجع حد أد أيه أو هي ممكن تسبب أيه أصلاً". ويؤثر التنمر على حياة التلاميذ العاطفية والاجتماعية في الوقت الذي يؤثر فيه بشكل مباشر على أدائهم في الدراسة والمشاركة في الفصول حسبما تقول دراسة أمريكية في الآونة الأخيرة نشرت في جورنال إديوكيشنال سيكولوجي "علم النفس التعليمي". وقال باحثون في جامعة ولاية أريزونا إن التلاميذ الذين يتعرضون للتنمر على مدار فترة طويلة من الوقت في المدارس يصبح لديهم أكبر معدل خطر لأن يكونوا ضعفاء في الإنجاز وفي المشاركة في الدراسة. أما الأطفال الذين تعرضوا للتنمر خلال سنوات الدراسة الأولى فحسب فقد أحرزوا تقدما فيما يتعلق بتقييم الذات والأداء الدراسي وحب الدراسة بعد توقف التنمر ضدهم. وفي بعض الحالات.. وبالنسبة لبعض الأطفال فإن التنمر يمكن أن تترتب عليه عواقب كارثية مثلما حدث مع جاسمين.