مع اشتداد أزمة الشرق الأوسط، وظهور كيانات ذات ثقل عسكري في العراق وسوريا تحمل ثقافة الإرهاب الصريح، وما كان هذا في اعتقادي إلا نتاج تخلي الولايات المتحدة الأمريكية والأسرة الدولية عن الدفاع لصالح الشعب السوري والجيش السوري الحر، الذي بدأ منذ انطلاقته معتدلاً في قراره الحاسم إزالة نظام بشار الإجرامي ضد كل ما هو خير للإنسانية وللمواطن السوري أولاً، وكما يتضح بجلاء مدى حمل هذه الأعباء الثقيلة على كاهل دول المنطقة؛ الحكيمة بدعم الإنسانية التي اضطهدت في البلدان المجاورة وطالت يدُ الخير للبعيدِ وللغريب. وكما تتضح الأمور الآن بزيارة الرئيس الأمريكي إلى الرياض للبحث عن حل جذري أو حل وسط لإنهاء الأزمة في الشرق الأوسط وإنهاء الصراعات الحتمية التي أشعلت فتيل الطائفية ووصلت لنهاية الطريق ولو انتظرنا أكثر لربما حسم الأمر لصالح الإرهاب وانتصرت قوة الشر، ولكن لا غالب إلا الله. في ظل الركود الأمريكي طيلة الفترة الماضية يتضح خشيتها من تحالف المعارضة السورية مع الإرهاب، ولو دعمت هذا الأمر منذ البداية والقضاء السريع على نظام بشار لظهرت قوة طالبانية جديدة أو نسخة أفغانية أخرى، هذا بالطبع في اعتقاد إدارة أوباما، ولست أعرف كيف كانت تعتقد هذا الاعتقاد وهي الدولة التي تكشف كل ما هو صغير وكبير من خلال أقمارها الصناعية !! وهنا نتساءل هل ستنتج هذه الزيارة إعادة توازن القوى في المنطقة وكل دولة تحافظ على إقليمها السياسي والاجتماعي والديني مع الحفاظ على النسيج (الثقافي الفكري المعتدل)؛ لأن هذا المصطلح الأخير هو الدائم وهو الرابط بين جميع الكيانات الإنسانية ذات التعدد الديني الممنهج في كل المجتمعات الصغيرة منها والكبيرة. وكذلك نتساءل في ذهننا هل جاءت هذه الزيارة في باكورتها، أم كالعادة لا تحل القضايا إلا بعدما تتفجر الأزمة وتطال الجميع! بعيداً عن كل التكهنات المستقبلية؛ حيث أني أجد في هذه الزيارة إعادة التحالف السياسي من جديد وإدارة الشؤون الاقتصادية في ظل ثقافة سياسية واضحة وصريحة هو البناء الاجتماعي الآمن ووضع منظومة جديدة ترضي كافة الأطراف المتنازعة خاصة الدول التي تحاول مراراً زعزعة أمن جيرانها لصالح أهوائها الركيكة، ولا داعي لذكرها فهي واضحةٌ وضوح الشمس. بقي سؤالٌ أخير يا ترى كم بلغ عدد ضحايا المجزرة البشارية المتحالفة مع القوة الخمينية؟! هل يحصى هذا العدد؟ لا أظن وهل أوباما سيحسم هذا الأمر لصالح الشعب السوري الأعزل الذي دفع فاتورة النزاع السلطوي؟ سؤالٌ يتبعهُ سؤال، وتدوم الحكاية على ذات الموال، أتمنى الزيارة القادمة لفخامة الرئيس أوباما أن تكون إلى دمشق مع وجود نظامٍ جديد وأن لا يتأخر عن تلك الزيارة، وفي اعتقادي بأن واشنطن لو أعلنت ذلك سيتهالك نظام بشار سيكولوجياً ولن تعود له قدرة في مجابهة قوات التحالف، كما حصل مع العراق أثناء غزوه للكويت، عندها تبدأ معنويات الجيش الحر مرتكزةً حول النصر مع تطهير الإرهاب المتسرب من خارج وطنها، ولكي لا تختلط الأوراق علينا اتخاذ الحكمة قبل الشروع بأي قرار سياسي حاسم وإن الدعم الإنساني لهذا الأمر سيعيد التوازن والاستقرار في المنطقة. نتمنى ذلك والتفاؤل سيد الحكمة فلنكن دوماً كذلك.