لكم الله يا بواسل حرس الحدود، لكم الله يا رجال عشقتهم الشمس فركضت كل يوم تلوح جباههم العالية، لكم الله يا شبابا ما غرتهم الدنيا ولا ميلت عقلهم مغرياتها فما باعوا أنفسهم إلا لراية «لا إله إلا الله»، لكم الله يا من أصبحت حدود الوطن حدود الأمن، حدود السلام، إن لم نفاخر الدنيا بهؤلاء فبمن نفاخر. حين تابعت أخبار القاء القبض على تجار مخدرات حاولوا تهريب 4 ملايين حبة مخدرة إلى أرض المملكة، فكانت إرادة الله لهم بالمرصاد وتمكن بواسل حرس الحدود من كشف نواياهم وإفشال مساعيهم، هؤلاء شباب الوطن بأعمارهم العشرينية يفدون حدودنا بأرواحهم، يحاربون حلفاء الشيطان ولا يثني عزيمتهم شيئ، لم يلتفتوا إلى إغراءات الشيطان وأعوانه، هؤلاء العاملون بصمت لا ينتظرون إلا رضا ربهم ومن بعدها بياض وجوه قادتهم. جنود يحرسون الحدود ورائهم أسد من عرين أسود، ورائهم محمد بن نايف ويلفهم دعاء والدهم خادم الحرمين الشريفين وراية «لا إله إلا الله» ترفرف فوق رؤوسهم، زادهم التقوى وسلاحهم الإيمان فأي طريق إليهم يقدرها الشيطان، رعشة في الخاطر وزلازل يضرب الوجدان ونحن نراقبهم يقبضون على حب وطنهم، كم تكفيهم من «لكم الله»، هي الأرض بترابها الطاهر أرضعتهم الإخلاص، هي الرياح التي حملت أنفاس المصطفى سقتهم الإيمان، هي صرخات الصالحين التي هزمت الشرك تبث في قلوبهم الشجاعة والقوة، أجيبوني تالله عليكم كم يكفيهم من «لكم الله». لهم بينهم مآثر الوفاء، فهم عائلة تتوارث الخدمة جيل بعد جيل، ينظرون لمن سبقوهم في العمل كآبائهم فيعتبرون صلتهم واجب وتقدير جهودهم حق، حين قام معالي مدير عام حرس الحدود الفريق الركن زميم بن جويبر السواط بزيارة لأبناء أول رئيس لخفر السواحل الشيخ محمد بن إبراهيم الزغيبي وتكريمه -رحمه الله- في شخص ولده سعود ذي السبعين عامًا باسم أبنائه جنود الحرس ويبقى تكريم ولاة الأمر وسامًا على صدر كل فرد من ابناء الوطن، فخادم الحرمين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني وسمو وزير الداخلية وأصحاب السمو أمراء المناطق كل يكرم ويكافيء من جانبه شباب ورجال وأسود الوطن في كل القطاعات، كلهم على قلب رجل واحد ويعتبرون أن الواجب لا يشكر صاحبه عليه، فالوطن يعشق أن يكرم جنوده وحراسه، الوطن يحبهم ويزرع فينا حبهم، فلنبلغ العالم كله أننا هنا بأمر الله وإردته خدمًا لبيته وضيوفه، نحن هنا بجوار قبر نبيه كلنا عائلة واحدة يد واحدة قلب واحد. لم أطلب في حياتي أمرًا خاصًا عبر كلماتي، لكني اليوم سأطلب بكل فخر هدية من حرس الحدود، هدية أتمناها وأحلم بها على الدوام، هديتي بدلة عسكرية لأرتديها أمام أولادي فهم أمانة الوطن في عنقي للمستقبل، كم أعشق أن يفتخر أولادي بي، وكم سيكون فخرهم كبيرًا وهم يرون رب أسرتهم يرتدي هذه البزة المزينة بتراب الوطن، رحم الله شهدائنا جميعًا، ورحم الله شهداء حرس الحدود، فهم وبكل فخر وإيمان لهم الله وبأمر الله أخلف عليهم أبا متعب وأسود العرين -حفظهم الله- وأدام عز الوطن بعزهم. alharbit@gmail.com