الرئيس الألماني، الذي ينسب له دور ي إنجاز مفاوضات الملف النووي الإيراني، يؤكد أن سياسة بلاده ستعتمد على الشجاعة التي استلهمها من تونس. العرب [نُشرفي2017/02/16، العدد: 10545، ص(12)] فرانك فالتر شتاينماير شخصا ودودا ومرحا وإنسانيا برلين - فاجأ فرانك فالتر شتاينماير، الرئيس الحالي لألمانيا، الجميع في خطاب التنصيب باستلهامه الشجاعة من تونس. وقال إن “سياستنا ستعتمد على الشجاعة وقد قررنا ذلك منذ ثلاث سنوات عندما استمعت لهذه الكلمة (الشجاعة) في تونس”. وأضاف “يومها تقدمت نحوي إحدى الناشطات التونسيات، وقالت لي إنكم تلهموننا الشجاعة لمواصلة الطريق.. ولذلك فإن الشجاعة ستكون سياستنا”. ويعد الرئيس الثاني عشر لألمانيا، الذي سينتقل الشهر المقبل إلى القصر الاتحادي في برلين، مدافعا شرسا عن حقوق الإنسان، التي كانت دائما في صلب محادثاته مع المسؤولين الدوليين. وكان وزير الخارجية الألماني السابق قد أظهر مرارا رفضه للعقوبات الغربية ضد روسيا بسبب دعمها لسوريا. كما ينسب له دور في إنجاز مفاوضات الملف النووي الإيراني ومحادثات جنيف بشأن الأزمة السورية. وبفضل مواقفه، تمكن من حصد الإعجاب بعد حصوله على منصب الرئيس الذي يعد شكليا، الأحد الماضي، خلفا ليواخيم جاوك. ولم يكن هذا السياسي، المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي أحد أحزاب الائتلاف الحاكم، شخصية سياسية تجسد الدبلوماسية الألمانية فقط، بل كان شخصا ودودا ومرحا وإنسانيا، وفق المقربين منه. وشتاينماير متزوج من زميلته منذ أيام الدراسة، القاضية ألكه بودنبندر، وقد انسحب لفترة من الحياة السياسية بسبب مرضها في 2010، ولهما ابنة وحيدة تبلغ 21 عاما. ونظرا إلى المتاعب الصحية لزوجته آنذاك اضطر للتبرع لها بإحدى كليتيه، بعدما باتت أمام خيارين، إما غسل الكلى مدى الحياة وإما أن تخضع لزراعة كلية جديدة. وكان شتاينماير قد تعرض في شبابه، إلى عدوى كادت تفقده بصره قبل أن يخضع لعملية زرع قرنية، ليواصل دراسته عقب ذلك في القانون والعلوم السياسية في جامعة غيسن، بعدما أنهى خدمته العسكرية. وولد شتاينماير في الخامس من يناير عام 1956، وكان والده فالتر شتاينماير، الذي توفي في 2012 يعمل نجارا، بينما كانت والدته أورزولا شتاينماير عاملة مصنع، وهي تنحدر من مدينة بريسلاو. ونشأ هذا السياسي في منطقة براكيلزيك في ولاية شمال الراين فيستفاليا غربي ألمانيا، وكانت عائلته تعمل منذ أجيال في الزراعة، لكن الضائقة الاقتصادية في ثلاثينات القرن الماضي دفعت جده للعمل كعامل موسمي.