×
محافظة المدينة المنورة

5 وزارات لاستثمار وتنمية أملاك الغيب

صورة الخبر

بقلم : صالح ابراهيم الطريفي الأخبار القادمة من أمريكا تقول: إن هناك مبتعثا يحضر الدكتوراه اسمه «تركي المقيطيب»، يجد متعته وسعادته في مساعدة زملائه المبتعثين، فيقدم لهم محاضرات إضافية في مادة الرياضيات مع أحد أساتذة الجامعة، لتبسيط وإيصال المعلومات للطلاب السعوديين، ويحرص على حجز قاعة في مكتبة الجامعة لشرح بعض المواضيع المعقدة للمبتعثين. وتؤكد الأخبار أن عددا من المبتعثين معجبون بتفاني المهندس «المقيطيب» وإخلاصه في شرح مادة الرياضيات لهم، وأنه قادر على شرح المادة بسهولة وبطرق مختلفة، وفوق ذلك دون مقابل. إن صحت هذه الأخبار، فنحن أمام «معلم» أو عملة نادرة جدا من الصعب صناعتها، إذ أن صناعة معلمين متفانين يقومون بعملهم على أكمل وجه، يعتمد على الحافز «الراتب والمميزات» الذي تضعها الدول أو الجامعات، فيقدم المعلم أفضل ما لديه ويبذل كل جهده، حتى لا يتوقف الحافز الذي يحقق له الأمان. فيما أمثال «المقيطيب» يحركهم دافع داخلي لا يمكن صناعته، إذ أن الإنسان جبل على تحقيق سعادته، «والمقيطيب» يجد سعادته فيما يقوم به دون النظر للحافز الذي عادة ما يحرك أطماع الإنسان. فهل تتحرك جامعاتنا لمعرفة مدى صحة هذه الأخبار التي يتناقلها المبتعثون، وخصوصا أن الأمر بالنسبة لهم سهل، ففي كل دولة هناك ملحقية للتعليم تابعة لوزارة التعليم العالي؟ وإن صحت الأخبار، وتأكدت الجامعات مما يتناقله المبتعثون في أمريكا، من المفترض أن يتسابق مديرو الجامعات لتقديم عقد عمل «للمقيطيب»، إن كان يهمهم التعليم في جامعاتهم، فالنواة الأولى لتعليم قوي في الجامعة أساتذة يحركهم دافع داخلي، أو يجدون متعتهم وسعادتهم في أن يعلموا الطلاب، فهل تتحرك الجامعات لدينا للبحث والتقصي؟ أقول هذا: لأن الأخبار إن صحت بالتأكيد لن تتركه الجامعة التي يدرس بها، وستقدم له عقد عمل، ولكن ما يجعل الكفة تميل لمصلحة جامعاتنا أن «المقيطيب» وحسب ما تقوله الأخبار، لا يكترث كثيرا بالحوافز المادية، فكل ما يقوم به من مساعدة للطلاب دون مقابل. وبالتأكيد، سيقبل بعقد جامعات وطنه؛ لأن الإنسان لا يحب الاغتراب، ويرتبط دائما بالمكان الذي ولد وعاش فيه هو وأسرته، ولن يفكر بالاغتراب إلا إن أغلقت بوجهه كل الأبواب، إذ ذاك سيهاجر وعلى شفتيه سؤال: لماذا يا وطني؟. نقلا عن عكاظ