×
محافظة المنطقة الشرقية

الجبير: الميليشيات تنصلت من 70 اتفاقاً

صورة الخبر

مع نبض العصر المتسارع وما صاحبه من ضجيج الآلة، وتلك الأسلاك الشوكية التي تحاصرنا بها التقنية من كل اتجاه، وولع الإنسان بتحقيق الزيادة فيما يرغبه بالقفز لا بالخطو، كل ذلك وما شابهه جعل من القلق والتوتر وسرعة الغضب ملامح إنسان هذا العصر، وتتساقط وريقات عمره وهو في شغل عنها، حتى إذا ما دقت بابه مصيبة، أو تناوشته عِلل تذكر نفسه وعطف على ذاته، وعبثاً إن راح يفتش عن راحتها، فقد تركها وراءه وتقدم لوحده، ولن يقدر على الركض إلى الخلف. ولكي لا نقترف في حق أنفسنا ظلماً- وللنّفس علينا حقّ- يجب أن نوجد حالة من الانسجام بين أفكارنا ومشاعرنا، وبين داخلنا الذي هو نحن، وخارجنا الذي هو نحن وكلّ ما يحيط بنا ويثير اهتمامنا، فإذا استطعنا أن نتوصل إلى مصالحة بينيّة بيننا فقد حققنا السلام الداخلي مع أنفسنا. فبالسلام الداخلي يتحقق للنفس أمن ذاتي يُنتج الشعور بالرضا، والقناعة مع الجدّ والمثابرة، والسكينة القلبية، والحبّ، ولكن كيف الوصول؟ إذا عشت مشاعرك السّارة بتفاصيلها، ولم تتوقف عند المنغصات مهما تكالبت عليك، وتغافلت عمّا يحزنك، وامتنعت عن تأليف المواقف التي توّلد غضبك، وحررت عقلك من قيل وقال، فقد وصلت. وإذا أيقنت أنّك أعرف النّاس بنفسك، وكنت ترى نفسك بعيونك أنت وليس بعيون غيرك، ولم تهتم لرأيهم فيك فقد وصلت. وإذا أوحى لك إيمانك بأنّ الله هو ركنك المنيع، فتلجأ إليه في كل صغيرة وكبيرة لتلقي بحملك الذي تنوء به عند عتباته، وتغمض عينيك، وتتوسد يقينك، فقد وصلت. وإذا راعك شيء من التهكم عليك، والتندر بك، والسخرية منك وما وجدت لذلك تفسيراً إلّا أنْ يكون من فرط غيظ يعتمل في صدورهم ليحزنوك، فلم تلتفت لهم وتابعت سَيْرك، فقد وصلت. وعندما تؤمن أنّ عينيك ما خلقتا إلا لتكونا واحدة على الدنيا والثانية على الآخرة، فقد فزت بالوصول.