واشنطن (أ ف ب) - سجلت الخسائر في صفوف قوات الامن الأفغانية ارتفاعا بنسبة 35% عام 2016 بالمقارنة مع العام السابق، وفق تقرير حكومي أميركي عكس صورة قاتمة للوضع الأمني في هذا البلد. وبحسب أرقام الهيئة الخاصة لإعادة إعمار أفغانستان، قتل 6785 جنديا وشرطيا أفغانيا وأصيب 11777 بجروح بين الأول من كانون الثاني/يناير و12 تشرين الثاني/نوفمبر من العام الفائت. بالمقارنة، قتل حوالى خمسة آلاف عنصر خلال العام 2015، وأكثر من 4600 خلال 2014، ووصف جنرال أميركي في حينها مستوى الخسائر بأنه "لا يحتمل". وتعد قوات الأمن الأفغانية بالإجمال حوالى 316 ألف عنصر، بحسب الهيئة الحكومية الأميركية. واقر الجنرال الاميركي تشارلز كليفلاند الناطق باسم مهمة حلف الاطلسي "الدعم الحازم" الاربعاء بان الحلف "لا يزال شديد القلق". وعزا ذلك مجددا الى "ضعف القادة" العسكريين وكذلك الى "الفساد رغم انه تم استبدال العديد من المسؤولين على كل المستويات". وقال لوكالة فرانس برس "نرى تقدما لكن هذا الامر سيستغرق سنوات. رغم كل شيء لا يزال الجيش الافغاني يبدي صلابة وقد حقق الاهداف الرئيسية التي حددها" مثل "حماية المراكز الحضرية". وتولت هذه القوات مسؤولية الأمن في البلاد في الأول من كانون الثاني/يناير 2015، مع انتهاء المهمة القتالية لقوات الحلف الأطلسي ضد حركة طالبان. وكانت دول الحلف وفي طليعتها الولايات المتحدة، تأمل في أن تكون القوات الأفغانية قادرة على السيطرة على البلاد والتصدي لمقاتلي طالبان، بعدما أنفقت عشرات مليارات الدولارات لتجهيزها وتدريبها. لكن هذه القوات تراجعت أمام هجمات المتمردين وسجل عام 2016 المزيد من التدهور في الوضع رغم آمال القادة العسكريين الأميركيين. وبحسب التقرير، كانت الحكومة الأفغانية تسيطر على حوالى 57,2% من ولايات البلاد الـ407 في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، بتراجع قدره 6,2 نقطة عن آب/أغسطس، و15 نقطة عما كان عليه الوضع قبل عام. غير أن القادة العسكريين الأميركيين يشددون على أن القوات الأفغانية الحديثة التي تم تشكيلها خلال بضع سنوات انطلاقا من الصفر، أثبتت رغم كل شيء عن قدراتها إذ تمكنت من السيطرة على عواصم الولايات أمام هجمات طالبان. وقال قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال جون نيكولسون في كانون الأول/ديسمبر "هذه السنة حصلت ثماني هجمات (لطالبان) على مدن، وأحبطت جميعها. بالنسبة لنا، هذا دليل تقدم حقيقي". - الغموض حول نوايا ترامب - كانت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما تعهدت بسحب القوات الأميركية من أفغانستان، غير أنها لم تتمكن من الوفاء بوعدها بشكل كامل، بل اضطرت الى ابقاء 8400 جندي. وسمح للمستشارين العسكريين الاميركيين في 2016 بالاقتراب من خطوط الجبهة لمساعدة القوات الافغانية بمزيد من الفاعلية، كما سمح للطائرات الحربية الاميركية بهامش تحرك أكبر لضرب أهداف لحركة طالبان بصورة مباشرة. أما الرئيس الأميركي الجديد، فلم يكشف الكثير عن سياسته تجاه أفغانستان، وتبقى نواياه مجهولة. وقال الرئيس الافغاني اشرف غني الذي تباحث مع ترامب في مطلع كانون الأول/ديسمبر، ان الرئيس الاميركي اكد له ان بلاده "ستبقى إلى جانب" أفغانستان خلال ولايته. وأوضحت الهيئة الخاصة لإعادة إعمار أفغانستان أن أرقام الامم المتحدة تشير إلى أن الخسائر المدنية أيضا تبقى مرتفعة مع تسجيل8397 قتيلا خلال الأشهر التسعة الأولى من 2016، ولو مع تراجع طفيف بالنسبة الى 2015. وينعكس هذا الوضع الصعب على معنويات الأفغانيين، وفق الهيئة الحكومية التي تستند إلى دراسة أصدرها معهد آسيا عام 2016. وأعرب 29,3% فقط من الافغان الذين شملتهم هذه الدراسة، عن اعتقادهم بأن بلادهم تسير في الاتجاه الصحيح، مقابل 36,7% عام 2015. وأوضحت الهيئة "إنه أدنى مستوى من التفاؤل منذ البدء بإعداد هذه الدراسة عام 2004". وقال مراقب غربي عاش في افغانستان لسنوات، أن الحكومة الأفغانية قد لا تتمكن من استعادة المناطق التي تسيطر عليها حركة طالبان. وأضاف "الكل هنا يعتقد أن البلاد ستنهار في غضون سنتين إلى ثلاث سنوات". لوران بارتيليمي © 2017 AFP