×
محافظة المنطقة الشرقية

مجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية : فتح قنوات اتصال مع المؤسسات التعليمية بالشرقية

صورة الخبر

هشام صافي النتائج التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم لحصيلة امتحانات الفصل الدراسي الأول في 120 مدرسة، تؤكد مجدداً التزام كثير من المؤسسات الحكومية بالشفافية وهي تقيم نتائج أعمالها، وكأنها تمارس النقد الذاتي على الملأ، وهي صورة غاية في التحضر، ولها دلالات خير أكيدة، أهمها أن مثل هذه المؤسسات تكون مؤمنة لأقصى الحدود بقيمة العمل وأهميته، وأنها عازمة على الأخذ بالطرق العلمية في معالجة أوجه القصور لتتجاوزها إلى غير رجعة. في تصنيفها، قسمت الوزارة مدارسها إلى 40 مدرسة رائعة في نتائجها، ومثلها متوسطة، والفئة الأخيرة 40 مدرسة سيئة النتائج، وهذه تتطلب وقفة طويلة، لا ينام فيها مسؤول تربوي ولا يهنأ له بال إلا بعد أن يتم تصحيح الوضع وفي أسرع ما يمكن، فالحالة لا تحتمل أنصاف الحلول ولا أرباعها، وعلى مستوى مخرجات التعليم العام يجب أن تكون جميعها في القمة، ولا يوجد مجتمع في العالم يقبل أن يتخرج طلبة الثانوية العامة بمستويات سيئة كما تسميها الوزارة نفسها، فهذا الطالب من الصعب أن يلتحق بمؤسسات التعليم العالي ويفلح فيها، إلا إذا سلك دروباً غير مستحبة. عدد الطلبة في المدارس سيئة النتائج بلغ 7490 طالباً وطالبة، تراوحت نسبة الرسوب فيها بين 3 و11%، ونسبة الحاصلين على أقل من 60% بلغت 12 إلى 23%. الأرقام كبيرة ولا تحتمل، ومثل هؤلاء الطلبة كان يجب من البداية أن يتم توجيههم للتعليم الفني المباشر، لتحقيق مصلحة جميع الأطراف، وفي مقدمتها الطلبة، الذين سيتغير حالهم من فشل دائم إلى تحقيق نجاحات غير مسبوقة، بل وتفوق وتميز في أكثر من مجال وميدان، والخطوة ما زالت مطلوبة لتصحيح أوضاع تكاد ترتقي إلى مستوى جريمة ترتكب بحق مئات من أبناء الوطن، لهم الحق في الحصول على أفضل تعليم، وعليهم واجب أن يكونوا خير هدية للوطن، قوة منتجة عالية الكفاءة، تضيف ولا تكون عالة على مسيرة التنمية. إذا لم يفلح هؤلاء ومن حصلوا على نتائج دون المتوسطة لتصبح أعدادهم تقدر بالآلاف، في التعليم العام، فلا بد أن يفلحوا في غيره، والتعليم الفني بديله الجاهز الذي لن نخترعه، وكل مجتمع بحاجة إلى كفاءات ومهارات أبنائه في كل المجالات لتكون النهضة شاملة. رغم احترامنا للشفافية والنقد الذاتي، إلا أن هذه الممارسات الراقية لا تعني القبول بنتائج مرفوضة جملة وتفصيلاً، خاصة في بلد ثروته البشرية محدودة، والوفاء للوطن يحتم ألا نخسر واحداً منهم لا يكون في الطليعة يقود وينتج ويعمل ويسهر الليالي لتستمر مسيرة الوطن عزيزة بإنجازات أبنائها، وحرصهم على أن يكون كل منهم رقماً صعباً، له شأنه في تحقيق المزيد من الانتصارات وفي كل الميادين.