لا يزال المدرب البرازيلي هيليو آنجوس من الأسماء التي وضعت بصمة ذهبية في سماء الكرة السعودية وذلك عقب الإنجاز الآسيوي الكبير والمتمثل في بلوغ المنتخب السعودي المباراة النهائية في كأس أمم آسيا 2007م، قبل أن يعود الموسم الماضي مجددا من خلال بوابة نجران ثم الفيصلي هذا الموسم قبل أن يستقر أخيرا في قلب الخبر من خلال بوابة القادسية.. آنجوس فتح قلبه لـ(اليوم) ليتحدث عن العديد من الأمور المهمة سواء عن المنتخب السعودي أو القادسية أو حتى على مستوى القضايا الساخنة على الساحة الرياضية والتي أهمها قضية البرازيلي إلتون جوزيه التي لم تنته حتى الآن. ¿ كيف رأيت المرحلة الماضية مع الفريق.. وكيف تقيم معسكر الفريق الأخير في الإمارات؟ بالتأكيد كانت مرحلة إيجابية بشكل كبير سواء على مستوى اللاعبين أو من خلال العمل في النادي، وأعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة عالية من التفاهم والتوافق بين أسلوبي التدريبي واللاعبين، أصبحنا نجد التنافس بين اللاعبين والروح القتالية في الملعب بفضل التمارين التي طورت من ذلك، أما ما يخص معسكر الإمارات فلا أخفيك أنه كان معسكرا ناجحا حقق الأهداف التي كنا نطمح إليها، حيث استطعنا أن نعطي للاعبين العديد من التمارين الفنية والبدنية التي نحتاجها خلال ما تبقى من منافسات قادمة للفريق كون الفترة الماضية لم نتمكن من ذلك بسبب ضغط المباريات، فالأهم أن المجموعة الآن جاهزة ذهنيا ونفسيا للمرحلة القادمة وإن شاء الله ننقل كل ما تعلمناه في معسكر الإمارات خلال الجولات القادمة.. «تجربة القادسية» ¿ ألا ترى أن قبولك لعرض القادسية كان فيه نوع من (المجازفة) خصوصا في ظل الظروف التي كانت تُحيط بالفريق خلال تلك الفترة؟ لا أخفيك أن الفريق كان يمر بظروف صعبة خلال الفترة الماضية لكن ذلك الأمر لا يهمني كثيرا بقدر ما تهمني العناصر المتواجدة في الفريق خصوصا أنها عناصر مميزة وكبيرة، أضف إلى ذلك أن القادسية كيان كبير وتاريخ عريق في كرة القدم السعودية ومكسب لأي مدرب، كذلك التعامل الاحترافي من قبل إدارة النادي والعلاقات الإنسانية الطيبة داخل أروقة النادي ساعدت كثيرا في قبول العرض. ¿ استلمت دفة الفريق وهو يقبع في الترتيب قبل الأخير، واليوم الفريق في الترتيب العاشر وبفارق نقطي خمسة نقاط عن صاحب المركز السابع.. ما هي الخلطة السحرية التي عملت عليها لإحداث هذه النقلة في الفريق؟ من الصعب أن تُجير أي عمل داخل النادي بمفردك فنحن لدينا جهاز فني متكامل، واستطعنا مع هذا الجهاز بعد 15 يوما من العمل أن نحدد ماذا يحتاج الفريق، والإدارة مشكورة قامت بتوفير كل ما نحتاج وهذا بالتأكيد انعكس ايجابيا على العمل مع المجموعة، أضف إلى ذلك أن هناك عناصر متعددة ساهمت في هذا التحول الجميل، لكن صدقني أنا أرى أننا لم نعمل حتى اللحظة أي حاجة فنحن نتطلع للوصول لأبعد من ذلك خلال المرحلة القادمة. «بوابة نجران» ¿ دعنا نعد للماضي قليلا، حضرت للسعودية مجددا من خلال بوابة نادي نجران الموسم الماضي على أمل أن تنقذ الفريق من الهبوط إلا أن ذلك لم يتحقق.. هل أنت نادم على تلك التجربة؟ بالعكس لم أشعر بالندم مطلقاً، ما أسعدني في تجربة فريق نجران هو أنني عدت للعمل في السعودية البلد الذي أحببته بعد أكثر من عشرة أعوام، المحزن في تلك التجربة أنها جاءت متأخرة وربما الوقت لم يُسعفنا وصدقني لو أتيت منذ وقت مبكر لتغير الحال وشاهدت نجران هذا الموسم بين الأندية الكبيرة في دوري جميل لكن ما زلت أكن كل محبة وتقدير لنادي نجران وأهالي تلك المنطقة الجميلة. «عالم الاحتراف» ¿ لنتحدث عن منتخب الوطن الذي كنت يوما ما مدربا له من خلال كأس أمم آسيا 2007م والتي وصل المنتخب معها لنهائي البطولة.. بالرغم من كل تلك النتائج الجميلة إلا أنك غادرت الحدود ولا نعلم هل كانت إقالة أم استقالة؟ في تلك الفترة قدمنا عملا رائعا جدا ومردود اللاعبين كان مميزا، ودليل ذلك النتائج الكبيرة التي تحققت في البطولة ومنها بلوغنا نهائي الكأس، وربما معظم السعوديين كانوا سعداء في تلك الفترة، وإقالتي كانت مفاجئة بالنسبة لي وربما للكثير من الجماهير السعودية، لكن في نهاية الأمر هذا عالم الاحتراف وهذه كرة القدم ومن الطبيعي أن يتم الاستغناء عنك أو إبعادك مهما كان لكن تظل علاقتي مع السعوديين واتحاد اللعبة مميزة بسبب تلك الفترة، ولا أخفيك أنني سعيد أن سيرتي الذاتية تحمل تدريب منتخب بحجم المنتخب السعودي في قارة آسيا. ¿ أنت مدرب كنت في يوم ما على رأس الهرم في الجهاز الفني للمنتخب السعودي، هل فعلا كما تردد أن هناك تدخلات في الشأن الفني للمنتخب من قبل اتحاد اللعبة؟ على المستوى الشخصي لم يتدخل أحد طوال فترة وجودي مع المنتخب السعودي وأنا لا يُمكن أن أسمح بذلك إطلاقا سواء من خلال أمور فنية داخل أرضية الملعب أو من خلال اختيار التشكيلة المناسبة للمنتخب في المباريات الرسمية، أنا الوحيد الذي أضع التشكيلة المناسبة وأقدمها لإدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم عدا ذلك غير صحيح إطلاقا. ما بين أخضر آنجوس 2007م والأخضر الحالي أكثر من عشرة أعوام.. ما الذي تغير في المنتخب السعودي وهل ترى أنه قادر على بلوغ نهائيات كأس العالم القادمة؟ بالتأكيد فترة زمنية طويلة ما بين تلك الفترة واليوم، لكني أرى أن عناصر المنتخب الحالي شبه محددة، أضف إلى ذلك أن النتائج الجيدة التي يقدمها المنتخب الحالي تؤكد ذلك، اليوم كذلك التنافسية والروح العالية زاد رتمها أكثر عن تلك الفترة كما أرى، إضافة لذلك أن التحسن أيضا يشمل الجوانب الفنية والبدنية لكن يجب أن يستمر العمل القاعدي على الفئات السنية لأنها أساس المنتخب الأول، وبحسب النتائج الأخيرة في التصفيات المؤهلة للمونديال أعتقد أن المنتخب السعودي سوف يصل لكأس العالم في روسيا 2018م وأتمنى أن أكون موجودا هنا لتقديم التهنئة بعد نهاية الموسم. ¿ إلى أين تريد أن تذهب بالفريق القدساوي هذا الموسم سواء من خلال مسابقة الدوري أو كأس الملك؟ الكل يعرف متى أتينا للعمل مع الفريق وبالتأكيد الهدف الأساسي لنا خلال الفترة القادمة في الدوري السعودي هو البقاء بين الكبار وسوف نعمل على ذلك لكي يتحقق، أيضا في حال ضمن الفريق البقاء لا نعرف إلى أين سيصل في سلم الترتيب، لكن بطولة كأس الملك تعتبر بطولة مهمة أيضا وهي بطولة النفس القصير وأنا أبلغت اللاعبين وكذلك الإدارة بأن كل مباراة بمثابة بطولة ولدينا فرصة كبيرة لتحقيق اللقب أو التواجد على أقل تقدير في المباراة النهائية، وأدخلت في أذهان اللاعبين أنهم يستطيعون تحقيق اللقب وهم قادرون على ذلك. «قضية التون» ¿ كما نعرف أنك كنت أحد المطالبين بالتعاقد مع اللاعب البرازيلي جوزيه إلتون، وأنت ترى اليوم قضيته المعلقة مع الاتحاد السعودي الا يسبب لكم ذلك قلقا خصوصا في ظل عدم الاستفادة من خدماته خلال الجولات القادمة إذا استمر الوضع كما هو عليه؟ بالطبع أنا كنت مدربا للاعب إلتون جوزيه عند ما كان في المراحل العمرية في البرازيل، وعند ما أتيت للقادسية ومع مرور الوقت أبلغت إدارة النادي أن المجموعة أو الفريق بحاجة إلى صانع لعب حقيقي يستطيع أن يربط بين خطوط الفريق وكذلك إمداد المهاجمين بالكرات، ويكون حلقة وصل بين الدفاع والوسط والهجوم، وإدارة النادي تعاقدت مع اللاعب بشكل رسمي، خصوصا أنني أراه أفضل صانع لعب أجنبي خلال السنوات الأخيرة في الدوري السعودي، فهو بالتأكيد لاعب مهم جدا لكن يظل موضوعه المعلق مع اتحاد الكرة غير مقلق بالنسبة لي كثيرا. «اتصالات مقطوعة» ¿ تردد بأنك (متهم) في قضية هروب إلتون جوزيه من معسكر (الفتح).. ما تعليقك حول ذلك؟ يضحك، ثم يُعلق.. هل تعلم أنني لم أتكلم مع إلتون جوزيه منذ أكثر من عشرة أعوام وتحديدا عام 2007م وأنا أستغرب مثل هذه التعليقات خلال الفترة الماضية، أتذكر أنني ألتقيت مع إلتون العام الماضي في ملعب مدينة الملك عبدالله في جدة عند ما لعب نجران ضد الفتح ولم نسلم على بعض أساسا، ولم أتحدث معه كما أبلغتك منذ سنوات طويلة وآخر مرة تحدثنا قبل قدومه للقادسية كان من خلال أكاديمية تمرن فيها اللاعب مع فريقه النصر سابقا بمدينة الرياض، حتى في البرازيل لا نلتقي بسبب البعد الجغرافي الكبير بيننا فأنا في الشمال وهو في الجنوب، ولم نلتق إلا بعد وصوله المفاجئ لنادي القادسية، وكل ما ذكر غير صحيح إطلاقا. كيف تقرأ مواجهة الليلة أمام النصر خصوصا أن آخر فوز للقادسية على النصر في بطولة الدوري كان قبل أكثر من خمسة أعوام وتحديدا موسم 2011م؟ لا أخفيك أنها مواجهة صعبة وليست سهلة كون فريق النصر لديه طريقة مميزة في اللعب ولديه شخصية الفريق البطل وهو فريق يستطيع أن يجير المباراة لصالحه كما يريد، وأنا سبق وأن شاهدت أكثر من 90% من مباريات النصر وجميعها كان يكسب من خلالها بسبب أنه يفرض طريقته وأسلوبه وسط الملعب، أضف إلى ذلك وجود خامات مميزة وكبيرة بين صفوفه لكن نحن أيضا درسنا مكامن القوة والضعف لديه وسوف نسعى جاهدين لاقتناص النقاط الثلاث خلال تلك المواجهة. أنجوس: لن نسمح للنصر بفرض أسلوبه قال البرازيلي هيليو انجوس مدرب فريق القادسية: إن فريقه تنتظره مباراة صعبة اليوم الخميس أمام النصر في افتتاح المرحلة السادسة عشرة من دوري جميل. وتابع انجوس: المواجهة صعبة وليست سهلة كون فريق النصر لديه طريقة مميزة في اللعب ولديه شخصية الفريق البطل وهو فريق يستطيع أن يجير المباراة لصالحه كما يريد، وأنا سبق وأن شاهدت أكثر من 90% من مباريات النصر وجميعها كان يكسب من خلالها بسبب أنه يفرض طريقته وأسلوبه وسط الملعب، أضف إلى ذلك وجود خامات مميزة وكبيرة بين صفوفه لكن نحن أيضا درسنا مكامن القوة والضعف لديه وسوف نسعى جاهدين لاقتناص النقاط الثلاث.