يتنقل الأطفال في قرى الباحة من منزل لآخر، حاملين الأكياس المزينة، مرتدين الأزياء الشعبية ومرددين الأهازيج (إقلي إقلي يا عمة، الله يمنع لك ولدك، ويتحوك بالحوكة، وينتهي في الجنة) ويتكرر هذا المشهد في كل عام في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، إحياء لتقليد يطلق عليه البعض (القلية) والبعض (الفليتة) والبعض «القرقيعان»، وتستعد ربات المنازل لهذه المناسبة بتحضير الحلوى والعصيرات والبسكويتات وتوزع بعض الأسر مبالغ نقدية على الأطفال الذين يقصدونها. وجال الأطفال في الجمعة الماضية بين منازل المنطقة للحصول على هدية جمعة القضا، وعادوا مع غروب الشمس محملين بالكثير من العطايا العينية والنقدية مع ما تحقق من التسلية والترفيه المتوفرة للأطفال في هذا الكرنفال السنوي الذي أعاد إحياءه بعض الشبان تزامنا مع احتفالات بلدان الخليج العربي والعراق ومنطقة الأحواز غرب إيران بالقرقيعان. وتختلف تسميات هذه الاحتفالية من بلد إلى آخر إذ يطلق عليها في الإمارات «حق الليلة» أو «حق الله»، وفي عمان «الطلبة» أو «القرنقشوه»، وفي السعودية والكويت «القرقيعان» «والقلية، والفليتة»، وفي قطر «الكرنكعوه»، وفي العراق «الماجينة» وقرقيعان لفظ عامي مشتق من قرع الباب، إذ إن الأطفال يقرعون أبواب البيوت في هذه المناسبة، وثمة من يقول إنه مشتق من «قرة العين» أي ما فيه سرور الإنسان وفرحه، فيما كان الأطفال يرددون عبارات ناقدة تتضمن السخرية من الأسر البخيلة التي لم تعطهم شيئا.