عاش لبنان في عطلة نهاية الأسبوع بين ناري طرابلس وبيروت. فبعد أكثر من 10 أيام من التوتر العنيف في طرابلس اندلعت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والقذائف الصاروخية في الحي الغربي وراء المدينة الرياضية في بيروت منذ أمس الأول بين مجموعة تابعة للمدعو شاكر البرجاوي ( مقرّب من "حزب الله") وعناصر سلفية، وعلى الأثر تدخلت قوة من الجيش وفرضت طوقا امنياً حول المنطقة، واعادت الوضع إلى طبيعته ونفذت عمليات دهم للأماكن المشبوهة بغية توقيف مطلقي النار وإحالتهم إلى القضاء المختص، وقد أدت الاشتباكات الى وقوع قتيل وعدد من الجرحى وتضرر ممتلكات. في هذا السياق وبعد اتهامات وجّهت الى "تيار المستقبل" بمسؤوليته عمّا يجري في بيروت قال النائب عمّار حوري: إن ما حصل ومع وجود السلاح مع قوى تعتبر حليفة لمجموعات معينة، يؤشر الى ضرورة العودة الى حصرية السلاح بيد الدولة"، معتبرا أن "اشتباكات المدينة الرياضية تؤكد مجددا أن الحل فقط في الدولة والقوى الشرعية اللبنانية". وأضاف حوري: "ليس صحيحا أن "تيار المستقبل" كان طرفا في هذه الاشتباكات، ما حصل أن الاهالي تعرضوا لاعتداءات مسلحة، ولحسن الحظ أن الجيش تدخل وهذا مطلوب دائما والامور تتجه نحو عودة الوضع لطبيعته". أضاف: "حين يحاول البعض إلصاق التهم بنا فهذه التهم مردودة"، مشيرا الى أن "المواطن يريد الأمن والامان الخيار الافضل أن تؤمنهما الدولة، لكن عندما تقصر الدولة يضطر هذا المواطن أن يدافع عن نفسه، لا سيما أن هذا المواطن أهينت كرامته مرات كثيرة". ولفت حوري: "ربما يريد البعض تحريك الاحداث الامنية لكن وجود هذا السلاح المتفلت يشكل بؤرا لتفجر الاحداث بحينها"، موضحا أن "الجيش والقوى الامنية مطالبة بجهد مضاعف ونعلق الآمال على حكومة الرئيس تمام سلام". في هذا الوقت، استمرت الاشتباكات المسلحة في طرابلس حيث يستمر تعداد جولات العنف والتي بلغت العشرين من دون أفق واضح لإيقاف التوتر الدموي بين "باب التبانة وجبل محسن". وقال مصدر سياسي في المدينة ل"الرياض" بأنّ "بعض النازحين السوريين الهاربين من يبرود ومناطق أخرى يشكلون وقودا جديدا لهذه الحرب العبثية التي تكاد تقضي على المدينة بشرايينها كافة وخصوصا اقتصاديا"، لافتاً الى أنّ "لا أحد من المسؤولين يريد أن يتحمّل مسؤولية ما يجري". وفي الشمال أيضا قال رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أثناء مشاركته في افتتاح بازيليك القديسة رفقا:" نحن بحاجة اليوم الى وضع استراتيجية دفاعية لحماية لبنان بشكل كامل في ظل العواصف التي نشهدها، يكون عمادها الجيش ومرجعيتها الدولة التي تمثل الشعب". ولفت سليمان: "يجب وضع حد نهائي لموضوع طرابلس ومعاناة الطرابلسيين اليومية. واذا كان الوضع الذي تشهده المدينة يحصل بحجة حسابات سياسية، فإن الحكومة الحالية متوازنة وتضم كل الاطراف وستعطي، كما الحكومات السابقة وربما اكثر كونها متوازنة وتمثل الجميع، الغطاء للجيش والقوى المسلحة وستنظر الى حاجات هذه القوى لإنهاء موضوع طرابلس مرة لكل المرات".