في خبر لصحيفة المدينة بتاريخ أغسطس الجاري، صرحت وزارة العمل بأنّ قرار التكلفة على العمالة الوافدة ريال شهرياً جاء نتيجة لدوافع عدة منها ارتفاع نسبة الوافدين من إلى من إجمالي عدد سكان المملكة خلال العشر سنوات الماضية، وهذا إن صحّ وليس هناك ما ينفيه، فسيغير كثيرا من المسلمات منها على سبيل المثال نسبة الأمية في البلد، فلا نستطيع أن نقول إنها أو أكثر من ذلك وهناك حوالي عشرة ملايين أو يزيد من الأجانب الأميين، وكذلك الأمر بالنسبة لمن يعيشون قريبا من خطّ الفقر أو تحته في البلد أيضا، ولأنّ أغلبية الوافدين أميون ويتقاضون رواتب متدنية، وبعضهم كعمال النظافة يلجأون إلى التسول، فإنّ الذين يعيشون على حدودد خطّ الفقر في المملكة يشكلون أغلبية السكان، بحيث يمكن أن تسلك المملكة في عداد الدول الفقيرة، وهذا هو الواقع فعلا شئنا أم أبينا، على أنّ الأهم وربما الأخطر من كلّ ما سبق هو الثقافة، فثقافة أيّ بلد يشكلها أغلبية سكانه، فقد شاهدنا مثلا كيف أنّ ثقافة السود حين زاد عددهم في الولايات المتحدة قد تغلبت على ثقافة البيض الانجلو ساكون وخاصة في الموسيقى الشعبية الذي كان نجمها الأسود لوي ارمسترونج، فهل هذا ما سيحدث في بلدنا، ولو أنها ستكون ثقافة هجين، لأنّ الأجانب فيها ليسوا من بلد واحد ولا يتبنون ثقافة واحدة، وهذا معناه أخيرا فقدان الهوية الخاصة ، وهو أمر مع الأسف لا يمكن تداركه