مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتعدد متابعيها من جميع الأعمار، بدأت هذه الوسائل تأخذ منحنيات عدة ولم تعد قاصرة على المعنى الشخصي، فأصبح البعض منها يقدم معلومات مختلفة منها التجاري والإعلاني، ومنها من يعرف المجتمع بأماكن السياحة والمواقع المميزة في كل منطقة لتعريف المجتمع بها. وفي هذا السياق، يذكر أحد الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي عمار العبدالله، الذي ينشط في الأنستجرام، أن لهذه الوسائل تأثيرا على المجتمع، ويعتمد ذلك على الشخص المتحدث إذا استطاع نيل ثقة المتابعين من خلال طرحه المتميز، فإن المتابعين سيتأثرون بما ينشره، على سبيل المثال إذا أعلن عن حملة تطوعية فإن الناس سينضمون لها، وكذلك إذا تحدث عن أحد الأماكن السياحية سيحفز الناس لزيارتها، أما من الناحية التسويقية فقد أصبح تأثير «السوشيال ميديا» أقوى وأرخص من وسائل الإعلام التقليدية، حيث أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياة الناس اليومية الذين يقضون جزءا كبيرا من يومهم على الأجهزة الذكية. وأضاف ساهمت السوشيال ميديا في خدمة الأحساء من خلال المواضيع التي تطرح فيها، حيث يقومون كناشطين بالتعريف بالأحساء من النواحي التاريخية والتراثية والثقافية والفنية والسياحية والتشجيع على زيارة الأماكن السياحية وتوثيق معالمها الحديثة والقديمة، بالإضافة إلى تراثها والتعريف بالشخصيات الأحسائية البارزة في كافة المجالات وتسليط الضوء على أبرز الإنجازات الأحسائية. وأشار إلى تأثير هذه الوسائل على المجتمع، حيث ساهمت بتنشيط الحركة السياحية في الأحساء، من خلال الأماكن التي تمت تغطيتها، حيث شهدت إقبالا من الزوار بشهادة المشرفين على تلك الأماكن. أما عن الصعوبات التي واجهها في بدايته، فقال العبدالله: كانت في تعريف الناس بأن هنالك الكثير من الأماكن التي تستحق الزيارة، منوها إلى إعداد قائمة ونشرها تحمل مسمى «30 مكانا ونشاطا تستطيع زيارته أو القيام به في الأحساء في أي وقت» بالإضافة إلى عمل تجارب وتغطيات مصورة لهذه الأماكن والأنشطة. مضيفا إن أبرز خططه المستقبلية زيادة الترويج السياحي للأحساء على المستوى الخليجي بحكم أنهم الأقرب للأحساء وسهولة زيارتهم لها. أما الناشط عبدالعزيز بوعبيد، فيرى أن وسائل «السوشيال ميديا» هي الإعلام الجديد والمتناول السريع في أيدي المجتمع ومن هنا بدأت انطلاقته بخدمة نشر معالم الأحساء وتثقيف المجتمع بكل ماهو مفيد من الناحية التأثيرية من فقرات خلال تطبيق سناب شات، مضيفا: حين بدأنا في التخطيط للعمل على الحساب الخاص بالأحساء، بدأت الفكرة بعمل حساب مؤثر ومفيد ويحمل في طياته معلومات وفوائد طبية وصحية ورياضية ودينية وتطوعية وتطلعات عامة عن الأحساء وآثارها، والفعاليات المقامة فيها، إضافة لدعم الأسر المنتجة ووجد إقبالا ودعما من قبل شريحة كبيرة من المجتمع ومسؤولي المحافظة، وهذا يعتبر أكبر تأثير على المجتمع بما قدمه من فوائد. ويذكر الناشط حسين البقشي أن «السوشيال ميديا» حاليا هي التوجه الأول والشعبي لدى الجميع مهما اختلفت أعمارهم فبعض المنازل قد لا تشاهد التلفاز أو الصحف وبعضها قد لا يقرأ الكتب في حين تجد الجميع قد يشترك في أحد برامج التواصل، التي قد تعطي المعلومة بشكل أسرع وبطريقة ممتعة أكثر، كما يصلهم الخبر في لحظته فتأثير هذه الوسائل كبير جدا في المجتمع. مشيرا إلى أن هناك الكثير من المواضيع التي يتناولونها تلاقي صدى جميلا خاصة في المواضيع التي تخص الأماكن السياحية بالأحساء كمتنزه عين نجم وقصر محيرس ومتنزه الأحساء الوطني، مبينا أن أغلب التغطيات التي يقومون بها وصلت للعالمية، كما ساهموا أيضا بإبراز المتاحف الخاصة بالمنطقة والتنسيق ووضع المواعيد لزيارتها الجمهور، كما ساهموا بمساعدة عدد من أصحاب المتاحف للحصول على تراخيص لمتاحفهم، وأصبح لهم شعبية أكثر زادت في دخلهم المادي بنسبة 80%. وأبان البقشي أن 70% من المتابعين للسوشل ميديا هم من الشباب سواء كانوا ذكورا أو إناثا، فبرامج التواصل مفيدة بنقل المعلومات وليست فقط للترفيه. وأشار البقشي الى أن الحساب الذي أنشأه للأحساء أصبح حلقة وصل بين المبتعثين خارج المملكة وأهلهم بالأحساء حتى لا يشعروا بغربة عن أهلهم، حيث أصبح ينشر حياة المبتعثين في كل قارة، كما ينشر ما يحدث بالأحساء حتى لا يفوتهم أي شيء يحدث بالأحساء.