يبدأ الرئيس الأمريكي باراك اوباما اليوم جولة تشمل أوروبا والمملكة تهدف إلى طمأنة حلفاء واشنطن حول قضايا عدة ابرزها التوتر مع روسيا على خلفية الازمة الاوكرانية، والمفاوضات النووية مع ايران. ومن المتوقع ان تطغى ازمة ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا على محادثات قمة الامن النووي الثالثة التي تعقد في لاهاي الاثنين والثلاثاء، والتي يحضرها أوباما، بعدما فشل الاميركيون والاوروبيون في تدراكها. وفي هذا الصدد قال اندرو كوشينز، الخبير في شؤون اوروبا الشرقية في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، ان «الامر الوحيد الذي شكل مفاجأة لـ(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين هو الى اي درجة كانت ردة فعلنا ضعيفة» معتبرا ان بوتين يريد «اضعاف النفوذ الاميركي بالعمق في العالم»، وأضاف «ماذا سيقول حلفاؤنا مثل اليابان وكوريا الجنوبية حول صلابة التزاماتنا» في الدفاع عن امنهم. وسيعقد اجتماع ثلاثي بين اوباما ونظيرته الكورية الجنوبية ورئيس الحكومة الياباني في لاهاي، حيث سيلتقي اوباما ايضا على هامش القمة نظيره الصيني شي جيبينغ. من جهتها اكدت مستشارة الامن القومي الأمريكي سوزان رايس «ان كان هناك من موضوع مشترك في هذه الجولة، فهو الاهمية الاساسية لتحالفاتنا وشراكاتنا»، واضافت ان «ما سوف يكون واضحا للعالم اجمع هو ان روسيا تزداد عزلة وان المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة، يدعم الاوكرانيين وحكومتهم، ومصمم على فرض اثمان على روسيا». وكان رئيس لجنة الشؤون الاوروبية في مجلس الشيوخ الامريكي روبرت مينديز حذر السبت في بروكسل من ان «العقوبات الاقتصادية تتطلب التضحيات». لكنه تابع ان «التاريخ برهن لنا ان ثمن عدم التحرك سيكون اكثر بكثير». ويشارك الرئيس الامريكي الثلاثاء في بروكسل في قمة تجمعه مع رئيس المجلس الاوروبي هرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو. وسيلتقي ايضا الامين العالم لحلف شمال الاطلسي اندريه فوغ راسموسن في مقر الحلف الرئيس. وليست الازمة الاوكرانية وحدها التي ستشغل تلك الزيارة الاميركية، حيث انها تتزامن ايضا مع محادثات حول اتفاق تجارة حرة بين المنطقتين، بالاضافة الى تأثيرات قضية ادوارد سنودن، المتعاقد السابق مع وكالة الامن القومي الامريكية والذي كشف عن وثائق تبين تجسس واشنطن على عدد من قادة الدول الحليفة لها. ويزور الرئيس الامريكي ايضا الخميس ايطاليا والفاتيكان حيث سيستقبله البابا فرنسيس. وكان اوباما تحدث عن اعجابه برسالة البابا حول التفاوت الاجتماعي، وهو امر يقع في صلب اولوياته في الموازنة العامة في مواجهة الجمهوريين في الكونغرس. ويختتم اوباما جولته الخارجية يومي الجمعة والسبت بزيارة الى المملكة العربية السعودية ، التي عبرت عن شكوكها في ما يتعلق بالمفاوضات النووية بين ايران ومجموعة 5+1، كما انتقدت ضعف الدعم الأمريكي للمعارضة السورية.