حينما أوقف الرئيس الأمريكي (جون كيندي) موكبه وهو في طريقه للبيت الأبيض ليقف ويلتقط الصور التذكارية مع (عامل النظافة) ثم يدعوه لتناول طعام الغداء معه في البيت الأبيض.. تلك كانت رسالة واضحة للشعب الأمريكي تفضي بأهمية الدور الذي تقوم به هذه الشريحة والتي تستحق من أي مجتمع كل تقدير واحترام. تذكرت هذه القصة بعدما شاهدناه من تراكم للنفايات.. وانتشار للروائح الكريهة بعد أن توقف عمال النظافة عن العمل في العاصمة المقدسة ما يصل إلى (أسبوع) من الزمن عاشت فيها العاصمة المقدسة ما يشبه الخوف من حدوث (كارثة بيئية).. وكذا الحال في المدينة المنورة. ونحن هنا لسنا بصدد الحديث عن أسباب هذا التوقف الناتج عن خلل في الإجراءات الإدارية من الجهة المكلفة بمتابعة النظافة بعد أن تعود المتعهد ولأكثر من مرة بالإخلال بالعقد. ويبدو لنا أن بعض اللوائح والأنظمة ساعدته في تكرار مماطلته وتهاونه في تنفيذ العقد مع عدم وجود حزم للتعامل معه مما جعله يستمر في هذا التهاون.. الذي يحدث بين الفينه والأخرى. وإن كنا نتمنى أن لا تضع الأمانات ورؤساء البلديات (البيض في سلة واحدة) حيث كان من المفترض إسناد مهمة النظافة لأكثر من شركة تشغيلية حتى لا يتكرر ما حصل. أما ما يتعلق بالعامل فعلينا أن نتعامل معه بإنسانية وأن يعطى ما يستحق من راتب وأن لا نستهين بالدور الذي يؤديه لنا.. فلقد وقفنا حيارى أمام أكوام النفايات ولا حول لنا ولا قوة. فهل نعطيه حقه.. ونكرمه ونقدره.. ونضعه على رأسنا من فوق.. هذا هو المفترض فهم يؤدون لنا خدمة ليس بمقدور أي شخص منا أن يقدمها.. وعلينا أن نوفر له كل مقومات العمل والحياة الكريمة حتى يعطينا بكل إخلاص وتفان، وهذا حقه.