من بين كل الأوهام التي تحيط بالعلاقات الأمريكية- الروسية ليس هناك أخطر من اعتبار روسيا شريكا في الحرب ضد الإرهاب لكن الرئيس دونالد ترامب يبدو أنه راغب في أن يراهن بصورة كثيفة على النوايا الحسنة لروسيا ففي مقابلة معه جرت مؤخراً مع مجلة تايم قال ترامب: إن العمل مع روسيا للحرب ضد داعش يمكن أن يساعد الولايات المتحدة للمحافظة على الأرواح والموارد المالية فلماذا لا نمضي في هذا مع روسيا، أضاف متسائلاً: فهم فاعلون وأذكياء. نتائج عكسية للشراكة: تطرف داعش وأضرابها أيدولوجية ولا يمكن هزيمته عسكرياً فقط ولهذا السبب فإن الشراكة مع روسيا ستأتي بنتائج عكسية بأكثر مما عليه الحال فروسيا تستخدم العنف ضد المدنيين، ففي سوريا استهدفت القوات الروسية المستشفيات والأسواق والمباني السكنية وبناء على ذلك وحسب مرصد يتابع ما يجري في سوريا فقد تسبب القصف الجوي الروسي بمقتل 3600 مدني منذ أن دخلت روسيا في الحرب هناك قبل عام وتفوق نسبة حالات القتل التي تسببت فيها الضربات الجوية الروسية تلك التي تسببت فيها قوات التحالف الدولية بنسبة 8 إلى واحد وبناء على الشبكة السورية لحقوق الإنسان فان القصف السوري في شهر ينايرمن عام 2016 وحده تسبب في قتل 679مدنياً بمن فيهم 94 طفلاً و73 امرأة. وهذا يفوق حتى حالات القتل التي تسبب فيها الجيش السوري وللمقارنة فإن عدد المدنيين الكلي الذين قتلهم داعش لنفس الشهر كان 98 وعدد من قتلتهم جبهة النصرة بلغ 42 الروس قتلوا 27 ألف مدني فى الشيشان لم يقتصر العدوان الروسي على المدنيين في وسريا وحدها ففي 7 مارس عام 1995 احتل الجيش الروسي الشيشان وقتل الجيش الروسي في مدينة غروزني 27 ألف مدني هناك. قصف غروزني بالشيشان تم في عهد الرئيس بوريس يلتسين لكن حالات قتل المدنيين زادت بصورة كبيرة في عهد بوتين. في سبتمبر عام 2004 قتلت القوات الخاصة الروسية في محاولة للتصدي للإرهابيين الشيشان في مدرسة بيسلان 332 من الرهائن ومن بينهم 186 من تلاميذ تلك المدرسة حرق معظمهم أحياء. ولم تقم روسيا بالتعاون مع المخابرات الأمريكية في تقديم معلومات عن الأخوين تسارمايف الإرهابيين الذي قادا عملية تفجيرات ماراثون بوستون. وهناك أدلة أن روسيا تسهل قدوم متطرفين من شمالي القوقاز للقتال مع الحكومة السورية.