تسعى كثير من الشركات إلى الاستفادة القصوى من أداء موظفيها من خلال الاستغلال الكامل لوقت الدوام، دون أن تمنح فريقها وقتاً للراحة أو ما يُسمى بفترة الغداء، وتطمح الإدارة البيروقراطية إلى أن يساهم تكثيف العمل طيلة الوقت في الارتقاء بالإنتاجية وتعظيم الأرباح، إلا أن مختصين يرون أن تخصيص وقت لراحة العاملين يساهم في تجديد نشاطهم، ويبعث فيهم الحيوية والنشاط من جديد، وتعمد بعض الشركات إلى تخصيص أماكن لموظفيها يقضون بها فترة الراحة، فيما تسمح شركات أخرى لمنسوبيها بمغادرة مقر الشركة وقت الراحة بغية التجديد وتغيير المكان، وتطمح تلك الشركات إلى كسب ولاء موظفيها، ومنحهم وقتاً كفيلاً باستعادة نشاطهم منتصف النهار، مما يعزز من أدائهم، عدا أنه حق نظامي تؤكد عليه أغلب أنظمة العمل في مختلف دول العالم. وعلى صعيد نظام العمل والعمال المحلي، تشير المادة الأولى بعد المئة إلى: تنظم ساعات العمل وفترات الراحة خلال اليوم، بحيث لا يعمل أي عامل أكثر من خمس ساعات متتالية دون فترة للراحة والصلاة والطعام لا تقل عن نصف ساعة في المرة الواحدة خلال مجموع ساعات العمل، وبحيث لا يبقى العامل في مكان العمل أكثر من إحدى عشرة ساعة في اليوم الواحد. كما تشير المادة الثانية بعد المئة: إلى أنه لا تدخل الفترات المخصصة للراحة والصلاة والطعام ضمن ساعات العمل الفعلية، ولا يكون العامل خلال هذه الفترات تحت سلطة صاحب العمل، ولا يجوز لصاحب العمل أن يلزم العامل بالبقاء خلالها في مكان العمل. د.عبدالله المفلح - مدرب التطوير الإداري والذاتي ومستشار التنمية البشرية - أكد أن العاملين في الشركات التي لا تمنح موظفيها وقتاً للراحة أو الغداء سوف ينتزعون ذلك الوقت دون إرادتها من خلال الخمول وعدم الأداء بحيوية ونشاط، مشيراً إلى أن العمل المتواصل لأكثر من خمس ساعات يرق الموظف، ويجعل أداءه مجرد حراك خامل دون تركيز أو إبداع. وأكد د. المفلح أن الشركات التي تمنح موظفيها وقتاً للراحة أو الغداء تكسب ولاء موظفيها بتلك الخطوة، وتشعرهم بأن راحتهم تؤخذ في حسبان إدارة الشركة التي يعملون بها، مبيناً ان الشركات التي تجبر موظفيها على العمل بشكل متواصل تعتقد أن ذلك يرفع من العملية الإنتاجية، بينما الواقع عكس ذلك، مشيراً إلى أن كفاءة إنتاج الموظف وذروة عطاءه تتركز في ساعات محدودة، ثم تتلاشى مالم يكن لديه وقت راحة يستعيد من خلاله قواه مرة أخرى. وأشار إلى أنه من صالح أي شركة أن تمنح موظفيها وقتاً للراحة أثناء ساعات العمل، مشدداً على أنه يجب أن يصل الأمر إلى إجبارهم على وقت الراحة بغية منحهم الوقت الكافي لاستعادة النشاط والعودة إلى العمل بمزيد من النشاط والتركيز.