صحيفة وصف : حملت عاصفة الحزم، التي يشنها التحالف العربي الإسلامي على المليشيات الحوثية المدعومة من إيران قبل نحو عامين، أهدافًا رئيسة عدة، رأى محللون وسياسيون أنها أهداف تمس الوجود العربي السُّني في المنطقة، وسط المخططات الإيرانية بهيمنة غير مسبوقة على جميع دول المنطقة، عبر إثارة الفتن والحروب والاضطرابات التي ترفع شعارات الطائفية الممقوتة. وإذا كان هناك من يرى أن لعاصفة الحزم أهدافًا مباشرة ومعلنة، هي إعادة الشرعية إلى الحكومة اليمنية، برئاسة عبد ربه هادي منصور، ورد الحوثيين الانقلابيين على أعقابهم، رأى آخرون أن هناك أهدافًا أخرى أكثر أهمية، على رأسها التأكيد لإيران أن هناك قوة عربية سُنية في المنطقة، رافضة ومناهضة لمخططاتها الطائفية، وأن هذه القوة قادرة ـ إذا ما أرادت ـ على التعامل مع المخططات الإيرانية، ووقف مفعولها. فيومًا بعد آخر تؤكد الأحداث السياسية أن الحرب في اليمن كان لا بد منها؛ للمحافظة على توازن القوى في المنطقة؛ بسبب ميل إيران الواضح إلى استثمار علاقاتها المشبوهة بالمليشيات والجماعات الإرهابية؛ لفرض نفوذها على المنطقة عنوة، وتنفيذ مخططها الهادف إلى إضعاف العرب السُّنة، وإنهاك قواهم، وشغلهم في موضوعات جانبية، وإيهام الأقليات الشيعية في المنطقة بأنهم مضطهدون ومعرضون للإبادة من السُّنة؛ وهو ما يعطي طهران فرصة للسيطرة على المنطقة بأكملها، والنجاح في التوصل إلى صنع أسلحة دمار شامل. وتقر كتب التاريخ بأن إيران من أشهر الدول الداعمة للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، وأن استراتيجيتها السياسية تعتمد على نقل المعركة خارج أراضيها، وبعيدًا عن شعبها، بمصادرة قرارات الدول، والتحكم في مصيرها بوسيلة أو بأخرى. وتجسدت هذه الاستراتيجية في العراق ولبنان وسوريا واليمن، عن طريق اللعب على وتر المذهبية، وتحويل المعركة إلى عملية ثأر انتقامية متبادلة بين السُّنة والشيعة في المنطقة، وهو ما تقف له المملكة العربية السعودية بالمرصاد. وتدرك الدول العربية والإسلامية وعلى رأسها دول الخليج العربي خطورة إيران في المنطقة، وتعلم أن لهذه الدولة مخططات قصيرة وطويلة المدى لفرض النفوذ والسيطرة؛ ومن هنا قررت الدول العربية أن تتحد فيما بينها؛ لوقف هيمنة إيران المتصاعدة، خاصة بعد الاتفاق الذي أبرمته مع الغرب قبل نحو عام، بشأن وقف تخصيب اليورانيوم لصنع سلاح نووي. المخططات الإيرانية ويكشف حديث حبيب أسيود، أمين سر حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، جانبًا من المخططات الإيرانية، مطالبًا بوقف هذه المخططات في أسرع وقت، ويقول: لا شك أن المملكة العربية السعودية تقوم بدور كبير ورئيس في وقف التمدد الإيراني في المنطقة، وتحديدًا في اليمن. ويضيف: لا بد من تضافر الجهود على كل الأصعدة والميادين في مواجهة المشروع الإيراني التخريبي، الذي يريد تدمير الدول العربية مجتمعة، والقضاء عليها. مبينا أن المعركة في اليمن وسوريا والأحواز والعراق واحدة، والعدو واحد. وقال: الحرب في اليمن أمر لا مفر منه للدفاع عن وجود الدول العربية، التي أرى أنها مستهدفة من إيران ومن المليشيات المتحالفة معها، مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والعصابات الإرهابية المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط، وتحصل على مساعدات من إيران. حقيقة الإرهاب ورغم اختلاف توجهات السعودية مع صدام حسين، الرئيس العراقي الأسبق، وأفراد حكومته، التي ارتضت أن تحتل دولة الكويت عام 1991، إلا أن هذا لا يمنع من أن نائب الرئيس العراقي آنذاك عزت الدوري يدرك حقيقة الأخطار المحيطة بالمنطقة. ويؤيد الدوري التحالف العربي ضمن عاصفة الحزم، معتبرًا أنه عودة قوية للتحالف العربي، وطالبه بالتدخل لوقف المد الإيراني في العراق والمنطقة. ويقول الدوري في تسجيل بثه موقع تابع لحزب البعث العربي: إن ألد أعداء الأمة هم أصحاب الفكر التكفيري؛ لأنهم لا يعترفون بالأمة العربية. وقد كتب لي كثير من الأصدقاء أن نميل لفكر وعقيدة هؤلاء الذين يريدون أن يشيع الفكر الديني الخطير على الشيعة والسنة، وقلت لهم لن نميل إلى هؤلاء. واتهم الدوري وهو من القيادات العراقية البارزة ممن لم يتم القبض عليهم إيران بأنها تقف وراء قصف مدينة حلبجة العراقية بالكيماوي شمال البلاد، وقال: اليوم لا نعرف من قصف حلبجة. وإن طاهر جليل الحبوش بالإشارة إلى مدير المخابرات السابق قدم لي دليلاً على أن إيران هي من قصفت حلبجة، وأن الحكومة العراقية آنذاك بريئة من هذا العمل. وطالب الدوري بـالتوقف عن مواجهة الأنظمة العربية، والوقوف جنبًا إلى جنب من أجل التحالف العربي؛ لطرد الصفوية الفارسية من أرض العروبة الطاهرة. وعن أزمة اليمن قال الدوري: إننا مع الشرعية اليمنية، ومع الجهات السياسية كافة من أجل الجلوس سويًا للحفاظ على وحدة اليمن، وإبعاد الخطر الإيراني الذي يريد أن يقسّم اليمن. (1)