بصراحة، ساء المجتمع السعودي بمختلف أطيافه ما حدث داخل أروقة نادي الاتحاد، وقد تكون المرة الأولى التي نشاهد ونسمع أن شخص ما قد اعتدى على أحد منسوبي النادي؛ سواء كان مسؤولا أو حتى من أعضاء الشرف، فما حدث الأسبوع الماضي من اعتداء وتهديد لنائب رئيس نادي الاتحاد عادل جمجوم أمر مخجل وغير مقبول أياً كان مصدره، فأقل ما يقال عنها بانها (بلطجة) ومن قام بتنفيذها (عربجي) فلغة التطاول منبوذة في جميع المجتمعات، فكيف تحدث في مجتمع مترابط ومجتمع رياضي يجب على منسوبيه بمختلفهم حمل رسالة نبيلة لشباب وشابات الوطن؛ فالرياضة فروسية وشجاعة وأخلاق نبيلة وليس بلطجة واعتداءات. والمؤسف أن من يقوم بهذه التصرفات غير المسؤولة هم من يدعون حبهم للكيان ومهما كان لهؤلاء الأشخاص من مكانه أو ما يقدمونه من دعم حتى ولو مئات الملايين فليس لديهم الحق أو أي تبرير لهذه التصرفات وما يزيد الطين بله كما يقولون اننا لم نسمع أو نشاهد أي إجراء أو بيان من الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو مكتبها في محافظة جدة بحكم انها المسؤولة الأولى والأخيرة عن النادي بما أنه ملكية من املاك الدولة ويجب ان يدرك من قام بهذا التصرف ان هناك شخصيات اجتماعية معتبرة بل كبيرة جدا لم تقم بهذا التصرف الارعن ولم تحاول حتى ممارسة هذا الاسلوب المتخلف، ولكن والله أعلم أن غياب العقوبات الرادعة هي ما جعل هؤلاء ومن على شاكلتهم يتمادون بأخطائهم وبتصرفاتهم الرعناء والتي ستستمر، بل ستستفحل إن هي لم تبتر من الأساس فهي تمس سمعة البلد ومجتمعه وتركيبته الاجتماعية وليس الرياضية فقط. شكل آسيا ما تبيكم كل جولة من جولات مباريات آسيا للأندية تأتي نتائجها غير مرضية البتة فالجولة التي قبل الماضية خسرت جميع الفرق السعودية باستثناء الاتحاد وفي الجولة الثالثة خسر الهلال بالتعادل حتى وهو يلعب خارج أرضه وخسر الاتحاد وفاز الشباب وتعادل الفتح على أرضه والواضح أن آسيا ببطولتها قد ركبت رأسها ولم تعد تريد الأندية السعودية، وما يجب أن نعترف به ان جميع الأندية المشاركة في هذه البطولة لديها الكوادر المميزة خاصة اللاعب الأجنبي المؤثر والذي يصنع الفرق باستثناء أنديتنا والتي لا يوجد أي لاعب يستطيع ان يغير النتيجة أو يكون مصدر ثقة لفريقه حتى لاعب الهلال نيفيز وهو يسجل حتى الآن 3 اهداف في مجموع المباريات التي لعبها فريقه إلا أنه لا زال لا يقدم ما تأمله منه الجماهير السعودية. والحقيقة الغائبة الحاضرة التي يجب ان نعترف بها ان انديتنا ليست كما كانت ولا اللاعب اليوم اصبح كما كان واعتقد ان المادة والمبالغ الضخمة هي السبب خلف ما يحدث من انحدار فاللاعب السعودي اصبح همه المادة ومتى ما حصل عليها يتوقف طموحه عند هذا المبلغ ولم يعد يقدم ما يطمع إليه فريقه ومنتخب بلاده لأن منظومية الاحتراف من الأساس بنية على الغلط والخطأ فعلى مدى التاريخ لا يمكن لأي عمل ان ينجح ان لم يطبق 75% من محتواه إلا ان الاحتراف لدينا مع الأسف كان ولا زال على الورق حتى وصلت ما وصلت إليه كرة القدم لدينا سواء على مستوى الأندية أو المنتخب الذي هو ناتج لهذه الأندية واحتراف لاعبيها الأعوج. نقاط للتأمل * لا زالت الكرة السعودية بصفة خاصة والرياضة بصفة عامة دون التطلعات ولا اعتقد ان هناك أمل في تطورها في ظل استمرار الفكر والأشخاص والعقليات التي أمضت من الوقت الشيء الطويل. - لا أعتقد أن هناك ناديا سعوديا سيستمر في مقارعة بقية الأندية الآسيوية فما نشاهده شيء مؤلم فأصبحت الأندية لا تفوز في معظم مبارياتها وإن تجاوز أحد منها تجاوز بصعوبة. * نادي الاتحاد كيان كبير ويعتبر عميد الأندية السعودية، وما يحدث به مخجل جداً وينعكس على اللاعبين قبل غيرهم فالمدرب يجري التمارين مع اللاعبين في الملعب وفي الإدارة ملاكمات ومضاربات لا يقوم بها حتى المراهقون. * أحترم كثيراً بيت الفتيحي والذي يعتبر من المؤسسي للكيان الاتحادي، ومع ذلك ومع كثرة مداخلات الاستاذ أحمد الفتيحي ووعوده الدائمة في الدعم والوقوف مع جميع الإدارات إلا ان هذه الوعود جميعها وهمية ولم أسمع يوماً أنه قام بتبرع بأي مبلغ كان. * لا زالت الأندية توقع وتجدد عقود لاعبيها بعشرات الملايين وهي لا تملك السيولة الكافية وتحمل الكيانات مديونيات ستكون العائق الأكبر في تطوير مستوى الأندية بل انها ستكون الحاجز الأكبر في مسيرة أي ناد. * يعود غد قطار الدوري من جديد وتكمل الإثارة بعد غد الأحد باللقاء المرتقب بين المتصدر النصر ونادي الاتحاد؛ فإما أن يعلن النصر قربه من التتويج أو يقلص الفرق بصالح منافسه الهلال. * جدد الهلال للاعبه عبدالعزيز الدوسري بمبلغ تجاوز 8 ملايين سنوياً وسبق للهلاليين أن رفضوا 6 ملايين للاعب أحمد الفريدي عن كل سنة من مبدأ وضع سقف معين لجميع اللاعبين فأين المبدأ؟! * الجولات الثلاث المتبقية من دوري عبداللطيف جميل ستكون جولات المدربين ومن سوف يبقي فريقه في الدوري المحترفين والحمل الاكثر على المدرب النصراوي كارنيو وانتظار الجميع ماذا سيعمل ليتوج فريقه للبطولة. خاتمة: نصيحة ابتسم: لأنك بصحة وعافية.. فهناك من المرضى من يتمنى أن يشتريها بأغلى الأثمان. ونلتقي عبر جريدة الجميع الجزيرة، ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.