< وصل إلى الرياض مساء أمس الرئيس اللبناني ميشال عون على رأس وفد وزاري موسع في أول تحرك خارجي له منذ انتخابه في 31 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وتهدف الزيارة إلى استعادة حرارة العلاقة مع المملكة العربية السعودية عبر إزالة أسباب تأزمها إثر الموقف اللبناني النأي بالنفس عن إدانة الجامعة العربية ومن ثم وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي طهران بعد حرق مبنى السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران خريف عام 2015، وتحفظ لبنان عن تضمين قرارات لاحقة إدانة لممارسات «حزب الله الإرهابية». وكان في استقبال عون والوفد المرافق عند وصوله مطار الملك خالد، أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر بن عبدالعزيز. (للمزيد) والزيارة التي تستمر يومين يلتقي خلالها الرئيس اللبناني خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم، ثم ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان ومسؤولين آخرين، تتم بدعوة من الملك سلمان وجهها إليه عقب انتخابه، في مؤشر إلى تحسن مناخات العلاقة بعد إنهاء الفراغ الرئاسي وإعلان عون في خطاب القسم «ضرورة إبتعاد لبنان عن الصراعات الخارجية والتزام ميثاق الجامعة العربية واحترامه، وفي شكل خاص المادة الثامنة منه، مع اعتماد سياسة خارجية مستقلة». ويعول الجانب اللبناني على أن تؤدي محادثات عون إلى عودة السياح السعوديين إلى لبنان والذين كانت الرياض حظرت سفرهم إليه، وكذلك الاستثمارات السعودية والخليجية، وإعادة تحريك المساعدات السعودية للجيش وقوى الأمن الداخلي، وأن ينعكس ذلك على العلاقات مع سائر دول الخليج، خصوصاً أن الديبلوماسية السعودية شددت في الآونة الأخيرة على أن المملكة لن تترك لبنان وتريده ملتقى للدول العربية والوفاق العربي، مقابل تأكيد عون حرصه على العلاقة الإيجابية مع الرياض. ويلتقي الوفد اللبناني رجال الأعمال اللبنانيين والسعوديين. ويضم الوفد المرافق لعون، الذي ينتقل غداً إلى قطر في زيارة رسمية، 8 وزراء هم: الخارجية جبران باسيل، والداخلية نهاد المشنوق، والمال علي حسن خليل، والدفاع يعقوب الصراف، والتربية مروان حمادة، والإعلام ملحم رياشي، والاقتصاد والتجارة رائد خوري، وشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول. واستبق عون الزيارة بقوله خلال لقاء مع نواب فرنسيين زاروه قبل ظهر أمس، أنه يتطلع «إلى حل سياسي للأزمة السورية وعودة النازحين السوريين إلى ديارهم»، مشيراً إلى «وجود مناطق آمنة في سورية في الوقت الراهن ومن المناسب إطلاق العمل على عودتهم منذ الآن». من جهة ثانية، قال ديبلوماسي غربي في الأمم المتحدة في نيويورك أمس، إن السجال الذي يشهده لبنان بين حين وآخر في إمكان مد إيران الجيش اللبناني بأسلحة «سيؤدي في حال حدوثه الى وضع يتعارض مع قرارات مجلس الأمن». وأكد الديبلوماسي أن «قرارات مجلس الأمن واضحة جداً لجهة منع إيران من إرسال أسلحة الى الدول أو الجهات من غير الدول، وهذا ينطبق على جميع الدول من دون استثناء، إلا في حال قرر مجلس الأمن خلاف ذلك». وكان المسؤولون الإيرانيون الذين يزورون بيروت رددوا أن طهران مستعدة لتزويد الجيش السلاح، وآخرهم السبت الماضي رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي.