×
محافظة المنطقة الشرقية

المعلومات الاقتصادية تحدد حجم جاذبية السوق بناء على مردود الأنشطة غياب المؤشرات يؤدي إلى حالة من العشوائية في التخطيط والاستثمارات

صورة الخبر

ما أن تحط عجلة مركبتي على (طريق الحرمين) الكائن شرق مدينة جدة، الذي يربط بين أطهر بقعتين على وجه البسيطة (مكة المكرمة والمدينة المنورة) حتى أشعر وكأنني أجلس على كونترول دائرة تليفزيونية مغلقة أتنقـل بـين كاميراتـها الموزعـة لأرصد خبـايـا المجتمع بكل شرائحه وطبقاتـه، فنوع (المركبة) وحالتها هو خير مؤشر للوضع المادي الذي يمر به ذلك المواطن، ومدى الانتظام بقواعد السير هو خير مقياس لثقافة المجتمع، أما حجم المخالفات المرتكبة فهو خير معيار للوقوف على تدني الأخلاق وضعف الرقابة !!. في حياتنا العامة، هناك مواطنون يشبه وضعهم إلى حد كبير، المسار الأيمن للطريق. فمع أنه صدر قبل مدة قرار من إدارة المرور يقضي بمنع دخول الشاحنات الكبيرة إلى طرق المدن الرئيسية خلال ( أوقات الذروة ) تخفيفا للازدحام المروري وحفاظا على سلامة السائقين المتجهين لأعمالهم، إلا أن هذه المركبات التي تعتز بضخامتها ( ولا يوجد لديها شيء تخسره ) وتعتبر نفسها من (الطبقة المهمشة ) لا تتوانى عن كسر قواعد المرور واستخدام هذا الطريق في كل الأوقات دون التقيد بمسار أو سرعة معينة معرضة حياة الناس للخطر !!. في حياتنا العامة، هناك مواطنون يشبه توجههم إلى حد كبير، المسار الثاني للطريق الذي تقصده المركبات الصغيرة المتهالكة التي بالكاد تراها من كثافة الدخان المنبعث من محركها، هذه المركبات أبوابها مخلعة ونوافذها مكسرة ومعالمها تغيرت بفعل ( الصدمات المتلاحقة ) وأكثر ما يعيبها السرعة المتدنية والوقوف الاضطراري المتكرر، وهي بمثابة ( الطبقة الكادحة ) كونها لا تهتم بمجاراة المركبات الأخرى ولا تجرؤ على ارتكاب المخالفات، وغايتها المضي إلى وجهتها عبر طرق آمنة وخالية من ( المطبات والحفر ) !!. في حياتنا العامة، هناك مواطنون يشبه حراكهم إلى حد كبير المسار الثالث للطريق الذي تسلكه مركبات عادية، موديلاتها بين المستعملة والحديثة، غالبا ما تكون مرتبطة بالتقسيط أو الإيجار المنتهي بالتمليك !. هذه المركبات تتفاوت في سرعاتها ومدى انتظامها، وأكثر ما يميزها (القناعة والرضا ) والعودة لجادة الصواب بمجرد تحرير قسائم المخالفات عليها، وهي بمثابة ( الطبقة الوسطى ) على اعتبار أنها لا تتعمد افتعال الممارسات الخاطئة وإنما يصدر منها ذلك جراء نشوة عابرة أو حين تستشعر وجود تساهل في تطبيق الأنظمة !؟. في حياتنا العامة، هناك مواطنون يشبه نهجهم وديدنهم إلى حد كبير، المسار الأيسر للطريق الذي تداهمه المركبات التي لا تأبه بمن هم أمامها ولا حدود لسرعتها، وإذا ما ضاق بها المسار (لأي سبب كان ) انتقلت مباشرة لإكمال سيرها (بعد الخط الأصفر ) في تجاهل متعمد وتعدٍ صارخ على الأنظمة المرعية التي خصصت هذا الخط لحالات الطوارئ ( إسعاف، نجدة، دفاع مدني) وهي بمثابة ( الطبقة المرفهة) كونها لا تعير الأنظمة أي اهتمام وتجاهر بتعدياتها وفي مأمن من العقوبة لأن كاميرات ساهر لا تلتقط لوحاتها بسبب (قرب المسافة) !!. للتواصل أرسل sms إلى 88548الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 262 مسافة ثم الرسالة ajib2013@yahoo.com Twitter : @ajib2013