رفع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي صوته، مُهددا بكسر عظم جماعة الحوثي، واستعادة منطقة عمران، التي سقطت بأيدي الجماعة قبل أيام، بالتزامن مع السيطرة على اللواء 310 ومقتل قائده. وبنبرة صوت حادة، قال هادي في تهديد صريح "سأعمل بحزم من أجل استرجاع أسلحة الدولة ونزع أسلحة كافة الأطراف دون استثناء. لا يمكن للسلاح والعنف أن يفرضا أي واقع مخالف لنتائج الحوار الوطني". وطالب المسلحين الحوثيين بالانسحاب من محافظة عمران التي سيطروا عليها الأسبوع المنصرم، وعد ذلك "تهديدا لاستقرار وأمن اليمن". هادي قال أيضاً خلال ترؤسه اجتماعا للقيادتين السياسية والعسكرية في العاصمة، "إن ما هو مطلوبٌ الآن خروج كل الجماعات المسلحة من غير أبناء محافظة عمران، وعودة الحوثيين إلى صعدة، وتسليم كافة الأسلحة والمعدات وإخلاء كافة المباني والمعسكرات التي تم الاستيلاء عليها". وعدّ الرئيس اليمني دخول جماعة الحوثي للمحافظة لا يمثل تهديدا لطرف أو حزب أو قوى بعينها، بل لاستقرار اليمن بصورة شاملة. يأتي ذلك، فيما تواصلت الإدانات الدولية لجماعة الحوثي التي سيطر مسلحوها على محافظة عمران، شمال العاصمة اليمنية صنعاء قبل عدة أيام، في وقت فشل فيه مجلس الأمن الدولي في إصدار قرار حول تداعيات الأحداث الأخيرة، وأرجأ إصداره لحين وجود توافق عليه من قبل الدول دائمة العضوية في المجلس، فيما شهدت مناطق يمنية عدة في مقدمتها العاصمة صنعاء تظاهرات حاشدة دعماً للنظام الجمهوري. وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد دانت أعمال العنف التي وقعت في عمران خلال الأيام القليلة الماضية، والتي أسفرت عن خسائر في الأرواح وسط القوات المسلحة والمدنيين الأبرياء، وأدت إلى نزوح وتشريد المدنيين من ديارهم. ودعت واشنطن في بيان أذاعته الخارجية الأميركية الحوثيين للوقف الفوري لكافة التحركات المسلحة ووقف تقدمهم إلى العاصمة صنعاء. وقالت في بيان أصدرته الخارجية "على كافة الأطراف تجنب الانزلاق في النشاطات المسلحة ذات الطبيعة الهجومية أو الانتقامية"، كما دعت جميع الأطراف إلى الامتناع عن إقامة المظاهرات السياسية التي لن تؤدي إلا لمزيد من توتر الأوضاع، وحثت الأطراف كافة على احترام سيادة النظام والإقرار بصلاحيات الحكومة اليمنية وسلطاتها السياسية والأمنية. من جهته، أكد الاتحاد الأوروبي أن "الأعمال الرامية إلى إيقاد العنف في الشمال يمكن أن تقوِّض عملية الانتقال السياسي في اليمن"، مؤكداً على ضرورة تسليم الأطراف للأسلحة والذخيرة إلى السلطات الوطنية بما ينسجم مع توصيات مؤتمر الحوار الوطني والمشاركة الكاملة في العملية السياسية تحت قيادة الرئيس عبدربه منصور هادي. في الأثناء تظاهر يوم أمس الآلاف في العاصمة صنعاء وعدد من المناطق اليمنية تأييداً للجيش، وذلك بعد أيام قليلة من سقوط مدينة عمران في أيدي الحوثيين، حيث حشد حزب التجمع اليمني للإصلاح أنصاره في ساحات التغيير للتأكيد على دعمه للجيش في مواجهته ضد الحوثيين، الذين نظموا بدورهم أول من أمس تظاهرة للآلاف من أنصارهم في العاصمة صنعاء تحت غطاء الدعم لغزة التي تتعرض هذه الأيام لعدوان كبير من قبل دولة الكيان الصهيوني، إلا أنهم أرادوا أن يظهروا لخصومهم مدى حضورهم في العاصمة وقدرتهم على التحرك فيها.