يرحل عن عالمنا أناس أحببناهم كثيراً، وارتبطنا بتعليقاتهم وتعبيراتهم ارتباطاً وثيقاً، ربما لن نكن نعرفهم بصفة شخصية ولكن عاشوا معنا سنوات طويلة بظهورهم عبر شاشات التليفزيون، وعبر أثير الإذاعة، أو من خلال كتاباتهم وأقلامهم، ولكن الرحيل يكون بالجسد فقط لا غير، فتبقى أرواحهم خالدة في أذهاننا وعقولنا بمواقفهم الخالدة وذكرياتهم الجميلة. وغابت الفكاهة والقفشات الكروية عن مباريات الكرة المصرية برحيل محمود بكر المعلق الرياضي الشهير، الذي أمتع جماهير اللعبة على مدار سنوات طويلة بموهبته في التعليق على مواجهات الساحرة المستديرة و«إفيهاته» التي كانت تلقى استحسانا كبيرا من قبل متابعيه. ويرصد «المصري لايت» في التقرير التالي، سيناريو تخيلي، للمعلق الراحل محمود بكر، وهو يعلق على قمة الكرة المصرية اليوم الخميس، والتي تجمع الأهلي بالزمالك بملعب بتروسبورت، بمنافسات الدوري الممتاز في موسمه الجاري. 5. محدش واقف في البلاكونة الجو برد مقولة شهيرة كان يرددها الراحل محمود بكر خلال تعليقه على المباريات في السنوات الأخيرة، ألا وهي «واللي كان واقف في البلاكونة وينفخ سيجارة أقوله خش فريقك جاب جول»، إلا أن الظروف الجوية خلال هذه الأيام والبرودة الشديدة بجميع مدن مصر، كانت ستجبر بكر على تغيير مقولته عند تسجيل أحد القطبين لهدف، وربما كان سيقول: «اللي كان بينفخ في السيجارة في الأوضة التانية مفيش بلاكونات الجو برد بقى أقوله تعالي فريقك جاب جول». 4. أزمة الدولار الراحل محمود بكر كانت تشغله الأمور السياسية وظروف البلاد بشكل دائم وكان يظهر ذلك بشدة خلال تعليقه على المباريات، فكان يستغل كل فترة توقف أثناء إصابة لاعب أو غيرها، للحديث عن أزمات مصر على المستوى السياسي، وربما أزمة الغلاء وارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصري كان هو الموضوع الرئيسي للمعلق الرياضي الراحل خلال قمة اليوم. 3. كوبري مصطفى كامل والسكة واقفة وكما كانت تشغله الأمور السياسية وأحوال مصر، كانت أيضاً أحوال الشعب المصري والشباب مصدر اهتمامه، فكان دائم النصح والمطالبات على الهواء للمسؤولين بتوفير حياة كريمة وخدمات للمواطن. على مدار سنوات عديدة ماضية في كل مباراة كان يعلق عليها كان ينتقد المحافظين الذين تناوبوا على قيادة مدينة الإسكندرية، مدينته التي تربى وعاش وتُوفي على أرضها، فكان الحديث عن محطة قطار سيدي جابر والإصلاحات التي تُجرى بها، ونفق سان ستيفانو، حواديت لا تنتهي لدى الكابتن بكر. وفي ظل الأزمة الحالية التي يواجهها سكان الإسكندرية بالزحام المروري أمام منطقة مصطفى كامل، بسبب إنشاء كوبري على كورنيش البحري، سيكون الأمر الذي سيتطرق له المعلق الشهير خلال فترات توقف مباراة قمة الكرة المصرية اليوم، لتأخذ جيزاً كبيراً من أحاديثه الجانبية بعيد عن المباراة، وربما كان بكر يردد بلهجته السكندرية المميزة: «إحنا بنوووعاني في إسكندرية بسبب الكوبري ده». 2. حلاقة دويدار وحسين وحشة أوي محمود بكر كان من رجال الزمن الجميل ورجلاً خدم لسنوات عديدة في القوات المسلحة، فكان رجلاً عسكرياً منظبطاً، فلم تعجبه صيحات الموضة والشباب في الألفية الثالثة، وكان دائم الانتقاد لها ولكن بطريقة ساخرة وكوميدية لا تغضب نجوم اللعبة في مصر، وكان مظهر اللاعب وقصة شعره مصدر نقد المعلق الرياضي الراحل في السنوات الأخيرة. وربما قصة شعر أحمد دويدار وباسم مرسي نجمي الزمالك وصالح جمعة وحسين السيد نجمي الأهلي، كانت ستلقى النقد الأكبر من رجل الزمن الجميل «عم بكر»، وربما كان سيردد خلال قمة الكرة المصرية الليلة لو كان حياً يُرزق: «حلاقة دويدار وحسين السيد وحشة أوي الصراحة..حلاقة غريبة بتاعة اليومين دوووولي..شكلها عند حلاق واحد». 1. أجاي صمولة من رجله واقعة كان الراحل محمود بكر ينتقد إهدار القطبين للمال بشراء صفقات من اللاعبين الأفارقة بأموال طائلة، والتي ربما يكون مستواها لا يليق بحجم وتاريخ الناديين، وكان يفضل الدفع بالشباب وصغار السن في المباريات الكبيرة كي يصنعون تاريخاً لهم ويحفرون خط النجومية، وربما لو كان من أهل الأرض ومعلقًا في مباراة الليلة، لسخر من تلعثم النيجيري أجاي مع الأهلي وكثرة فقده للكرة أو التمرير الخاطىء، بإطلاق إحدى قفشاته الكروية المعتادة، قائلاً: «تحس أن أجاي دة صمولة واقعة من رجله.. محتاج مفك».