×
محافظة جازان

مدير شرطة جازان : المقذوفات الحوثية محاولات يائسة

صورة الخبر

لم تكن جولة «عكاظ» في سجون جدة هذه المرة مثل غيرها، إذ وقفت على حياة أخرى داخل أسوار سجن ذهبان وقسمه النسوي «الإصلاحية» الذي يحتضن بين أجنحته سيدات جاء بهن الجنوح أو الجريمة أو الغفلة إلى هذا المكان.. ومعهن 42 طفلا يعيشون كرفقاء مع أمهاتهم السجينات. الرعاية الكاملة لأطفال السجينات من إدارة السجن لا تخطئها العين، فالتسهيلات موفورة، وأماكن اللهو والترفيه موجودة ومهيأة، غير أن نشأة أطفال صغار في «السجن» حتى برفقة أمهاتهن تحتاج إلى وقفة مثلما تحتاج إلى أكثر من استفهام حول مستقبلهم بعد مغادرتهم هذا المكان. تعرفت «عكاظ» في جولتها في الإصلاحية على قصص وحكايات، قادت صاحباتها إلى السجن الذي يحتضن «585» نزيلة (24 منهن سعوديات) اتهمن في جرائم جنائية مختلفة ما بين أخلاقية ومخدرات وسرقات واعتداء على النفس، وقضايا حقوق. وتتوزع النزيلات على ثمانية أجنحة بحسب تصنيف القضايا ومعهن 42 طفلا يرافقون أمهاتهم غير السعوديات، وتقدم الإصلاحية للأطفال كل مستلزمات الحياة الطبيعية من حضانة وصالات الألعاب ومستلزمات الرضع مجانا. وكشفت مديرة القسم النسائي في السجن رحيمة السيد لـ «عكاظ» التسهيلات والخدمات الإنسانية التي تقدمها الجهات المختصة للنزيلات وأطفالهن. وأكدت أن إدارة السجن وفرت كل احتياجات الصغار من حفاظات وملابس وحليب وحلويات وألعاب وكافة مستلزمات الصغار من أدوات تعلم مع فصل تعليمي. كما تم إنشاء مركز صحي متكامل توفر كافة خدمات علاج الأسنان والعظام والباطنية والعيون وتطعيمات الأطفال. وعن مصير الصغار أوضحت السيد، أن إدارة السجن تأمر باحتضان أطفال النزيلات إلى عمر عامين ونصف العام ثم تسليمهم إلى ذويهم أو لدار الإيواء. وفي حال عدم استقبال الطفل من ذويه أو دار الإيواء يتم إبقاؤه مع والدته داخل الإصلاحية وتتكفل إدارة السجن بتقديم كافة الخدمات والاحتياجات المجانية للطفل. وأكدت السيد أن جناح حضانة أطفال النزيلات يهدف إلى توفير الراحة والأمان والطمأنينة في نفسية الأم والطفل في آن واحد لينشأ الصغير في بيئة صحية صحيحة وسليمة بعيدا عن أجواء السجون.، «نسعى لتحقيق حضانة مجهزة ومقننة من أجل تحقيق الاستقرار النفسي والراحة والأمان للطرفين». مسؤولة الحضانة أكدت من جانبها أن إدارة السجون تسعى لتقديم كافة الخدمات النفسية والصحية والجسدية والترفيهية للأطفال، والإدارة حريصة على إطلاق مواهبهم المختزلة طوال فترة وجودهم مع أمهاتهم في السجن. وتعلق إحدى النزيلات لـ«عكاظ» نراعي التعامل بكل إنسانية مع الأطفال هنا وذات التعامل مع الأم، ولا نشعرها بأنها مذنبة، فالطفل لا يعرف لماذا أمه في السجن. وتشرح خلود مرضاح مشرفة القسم الصحي أن أخصائيتين تعملان على دراسة أوضاع الأطفال في الإصلاحية حتى لا يشعروا بالكبت الداخلي، والهدف من ذلك إنشاء الطفل في بيئة سليمة. وكشفت استشارية النساء والولادة ماجدة عكرش أن المركز الصحي مجهز تماما ويتسع لأعداد وحالات عديدة مع الحرص الشديد لمتابعة أوضاع النزيلات ومتابعة أشهر الحمل والاطمئنان على أوضاع الأجنة أيضا وهناك حالات ولادة تتم تحويلها لمستشفيات كبرى. الطفل (م,ت) المرافق لوالدته مع أبرياء آخرين واضح من لهوه ولعبه في داخل الإصلاحية تعايشه مع ما حوله وتظل نظراته تطرح ألف سؤال، ربما عن سر بقائه في هذا المكان. أما (ج,ع) التي كانت تجلس بجوار صديقتها فكانت مشغولة بالرسم والتلوين. وترى الدكتورة نهلة الجهني الاستشارية النفسية والأسرية أن بيئة السجن بيئة غير خصبة حتى لو كانت مهيأة من كل الجوانب من علاج وترفيه ورعاية، ولا تصلح حياة السجن لنشأة جيل واع.. وتقترح إنشاء مركز متكامل لأطفال النزيلات مع تخصيص مربيات وحاضنات وتمكين الطفل من رؤية والدته يوميا دون أن يرافقها في العنابر.